ذكر تاريخ الكنيسة الكاثوليكية ان القديس باسيليوس الكبير قال في احدي مقولاته أن الأمراض التي تُصيب المدن والأمم، والرياح الجافّة والأرض الجرداء العقيمة التي لا تُثمر، وأيضا الظروف الأكثر قسوة في حياة كل واحد، توقف زيادة ونموّ الشرّ. هكذا كل أنواع الشرور التي تأتي (بسماح) من الله، تُبعِد الإنسان عن فعل الشرور الحقيقية.
وتابع تاريخ الكنيسة: العذابات التي يتعرّض لها الجسد، وكذلك الأمور المؤسفة التي تأتي من خارج الجسد، تحدُث لكي يبتعد الإنسان عن فعل الخطيئة. إذاً - في الحقيقة - الله يُبعد الشرّ، كما أن الشرّ لا يأتي من الله.
وأشار إلى أنّ الطبيب يشفي المرض لكنه لا يتسبّب في حدوث المرض نفسه. هكذا دمار المدن والزلازل والفيضانات وإبادة الجيوش وحوادث الغرق وكل أشكال الدمار التي تُصيب الإنسان، وتأتي سواء من الأرض أو البحر أو الهواء أو النار أو تأتي من أي مكان، تحدث لأن الله يريد بهذه الضربات العَلنيّة تهذيب البشر. أما الشرّ الحقيقي فهو الخطيئة، وارتكابها يتوقّف على إرادتنا وهي تُدعى بالحقّ شرّاً، وبارادتنا نستطيع أن نبتعد عن الشرّ أو أن نفعل الشرّ.