الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

رعب داعش يعود للظهور في سوريا.. التنظيم الإرهابي استغل كارثة الزلزال للفرار من السجون وإعدام المختطفين

عناصر داعش الإرهابي
عناصر داعش الإرهابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن الشعب السوري، وربما منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ستكون على موعد مع تداعيات خطيرة لكارثة الزلزال التي ضربت سوريا وتركيا قبل أيام، وأن هذه التداعيات لن تقتصر على أعداد هائلة من الضحايا، مع تراجع إمكانات الإغاثة فى سوريا فقط، وإنما ستمتد إلى تهديدات أمنية بالغة الخطورة.

إعدام ١٢ مختطفًا وهروب سجناء
المرصد السورى لحقوق الإنسان، أعلن خلال الساعات الماضية، أن تنظيم داعش أعدم بالفعل اثنى عشر مختطفا، من بين ٧٥ فردا استطاع خطفهم فى بادية تدمر، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
وذكر المرصد أن المعدومين جرى اختطافهم أثناء عملهم اليدوى فى الأراضية ببادية تدمر داخل حمص الشرقية، قبل خمسة أيام، كما كشف المرصد عن إعدام امرأة من بين الضحايا، وأيضا عنصر من قوات النظام، فيما لا يزال مصير نحو ٦٣ آخرين مخطتفين مجهولا.
كما حذر المرصد من أن داعش يستغل انشغال المجتمع الدولى والعالم بكارثة الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا وتركيا، فى تعزيز قدراته وبسط نفوذه على مساحات جديدة من الأراضي، الأمر الذى قد يثير المخاوف من عودة التنظيم، وينشر حالة من الرعب الشعبى إزاء قدرته على استعادة الإمكانات العسكرية مجددا.
الأوضاع الهشة فى سوريا، ازدادت انهيارا مع الزلزال، وهو ما سمح لعدد كبير من السجناء أن يهربوا، أثناء وبعد الزلزال.
وخلال الأيام القليلة الماضية، نفذ نزلاء سجن فى شمال غرب سوريا، عصيانا، استغلوا خلاله حالة الانشغال بالزلزال المدمر الذى ضرب المنطقة، وتمكن بالتالى ٢٠ سجينا ينتمون لداعش من الفرار. 
ويحتجز السجن التابع للشرطة العسكرية فى بلدة راجو، قرب الحدود التركية، نحو ١٣٠٠ عنصر من تنظيم داعش، كما يضم السجن أيضاً مقاتلين من قوات يقودها أكراد.
وقال مسئول فى السجن الذى تسيطر عليه فصائل موالية لتركيا: "بعد أن ضرب الزلزال المنطقة، تأثر سجن راجو، مما سمح للمساجين بالعصيان، حيث أمكنهم السيطرة على السجن والفرار.
وأشار المسئول إلى أن الزلزال الذى بلغت قوته ٧.٨ درجات، وما أعقبته من هزات ارتدادية فى المنطقة تسبب فى تصدع جدران السجن وأبوابه.
من جهته؛ قال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إنه لم يستطع التحقق مما إذا كان السجناء الفارين ينتمون جميعا إلى تنظيم، لكنه أكد وقول عصيان داخل السجن.
إذا أضفنا هذه التحركات إلى الهجوم الذى شنه تنظيم داعش فى ديسمبر الماضي، مستهدفا مجمعا أمنيا فى الرقة، عاصمة داعش بسوريا، بهدف تحرير رفاقهم المتطرفين من سجن هناك، مما أسفر عن مصرع ستة من أفراد القوات التى يقودها الأكراد والتى تسيطر على المنطقة، سنجد أنفسنا أمام تطور خطير ينذر بعودة تنظيم داعش إلى أوج نشاطه.


تنظيم داعش يجيد استغلال الظروف الاستثنائية 
يرى عمرو فاروق الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، أن احتمالات عودة تنظيم داعش إلى قوته، واستعادة نفوذه فى سوريا، ومن ورائها منطقة الشرق الأوسط، تكاد تكون أمرا واقعا، لا سيما بعد التطورات الأخيرة، منذ وقوع الزلزال الذى أدى إلى المزيد من ارتخاء قبضة الدولة المركزية الممثلة فى نظام الرئيس بشار الأسد. 
وأشار فاروق إلى أن مخاوف السوريين من عودة التنظيم، لا سيما فى دير الزور وما حولها تتصاعد، خاصة مع المعلومات التى يتناقلها زعماء القبائل، والقادة العسكريين، والتى تؤكد وجود شواهد على تجنيد أعضاء جدد من بين السكان المحليين الفقراء لصالح التنظيم. 
ولفت فاروق إلى أن الظروف الأخيرة، ستجعل التنظيم أكثر جرأة على تنفيذ أعمال العنف، من خلال استغلال حالة عدم اليقين والتوتر الناجمين تداعيات الزلزال. 
وحذر عمرو فاروق بوضوح من أن داعش آخذ فى الصعود، بدليل أن قوات سوريا الديمقراطية تطالب منذ شهور بالمزيد من الدعم، والمعدات، وتحث الدول الداعمة لها على إعادة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم والمحتجزين منذ ذلك الحين.


تسريع وتيرة استعادة الاستقرار هو الحل
بدوره؛ قال الدكتور عمرو عبد المنعم الخبير فى شؤون التنظيمات المتطرفة، إن تسريع وتيرة استعادة الاستقرار فى سوريا، هو الحل الوحيد لإنهاء هيمنة داعش، وإفقاده القدرة على العودة لنفوذه السابق من جديد.
وأشار عبد المنعم إلى أنه يجب البناء على ما حققه التحالف الدولى ضد تنظيم داعش فى السنوات الأخيرة، من نجاحات والسعى إلى مزيد من التكاتف، لتحويل هذه النجاحات إلى انتصارات حاسمة تقضى على التنظيم نهائيا.
وأشار إلى أن التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، الذى بدأ عمله منذ عام ٢٠١٤، نجح فى انتزاع الأراضى التى كان يسيطر عليها داعش، إلا أن الخلايا السرية التابعة للتنظيم ظلت نشطة، واستطاعت أن تستمد بعض القوة من مساعدات قدمتها لها عناصرها فى إفريقيا، وشبه الجزيرة العربية، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا، وهو ما أبقى التنظيم قادرا على التأثير، ولو بشكل محدود، حتى الآن.
وطالب عبد المنعم، بعودة التكاتف، وتبادل المعلومات، إلى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، الذى تشكّل فى سبتمبر ٢٠١٤ وضم ٧٩ دولة، حتى يمكن حسم المعركة بشكل نهائي ضد داعش.
ولفت عمرو عبد المنعم إلى أهمية أن يعود التحالف الدولى إلى العمل على قطع تمويل تنظيم داعش، داعيا إلى عقد مؤتمر دولى جديد، لإنعاش الجهود فى هذا الشأن، وذلك على غرار، مؤتمر "لا لتمويل الإرهاب"، الذى استضافته فرنسا فى أبريل ٢٠١٨، وضمّ المؤتمر ٧٠ دولة، و٢٠ منظمة دولية، وأسفر عن التزام الدول بمكافحة التستر على قنوات تمويل التنظيم، وتجنب مخاطر إساءة استعمال منتجات وخدمات مالية جديدة على وجه الخصوص.
وأشار الباحث فى شئون الإرهاب إلى أن توالى الجهود فى سبيل قطع التمويل عن التنظيم، التى تمثلت فى مؤتمر استراليا نوفمبر ٢٠١٩، وقرار مجلس الأمن ٢٤٦٢ الذى صدر فى العام نفسه بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، أوجد إطارا قانونيا يجب إعادة إحياؤه للقضاء على بقية التمويل الذى يعتمد عليه داعش حاليا، وذلك قبل أن يفاجأ العالم بأنه أمام هجمة جديدة لهذا التنظيم الخطير. 
وشدد عمرو عبد المنعم على ضرورة تنشيط المواجهة العقائدية للتنظيم، فى جميع أنحاء سوريا، خاصة مع حالة اليأس التى أصابت الشعب هناك، جراء كارثة الزلزال، والتى تمنح التنظيم فرصة ذهبية للتأثير على عقول الشباب، بادعاء أن ابتلاء الزلزال ما هو إلا عقاب مرتبط بتقاعسهم عن مواجهة الدولة الكافرة، الأمر الذي يمكن التنظيم من غسل أدمغة الشباب، واستقطابهم عبر زرع هذا المعنى الفاسد فى عقولهم.