نهاية الأسبوع الجاري، وجهت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في قطاع الطب الوقائي، تعليمات بشأن فيروس "ماربورج" لمديري المستشفيات والإدارات الصحية والمديريات، تتضمن ضرورة الإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبهة إصابتها أو المؤكدة بما يتطابق مع التعريف السابق للحالة.
وعرفت وزارة الصحة والسكان، في الدليل الإرشادي، حالات الاشتباه بفيروس ماربورج، بأنها ظهور مفاجئ للحرارة لا تستجيب للعلاج مع إسهال دموي أو نزيف باللثة أو نزيف بالبول أو العين.
وأضاف الطب الوقائي، في الدليل الإرشادي، أن حالات الإصابة هي حالات تم تأكيدها من خلال التشخيص المعملي PCR اختبار الحمض النووي.
وشدد على تنفيذ إجراءات التقصي للحالات المشتبهة وحصر المخالطين المباشرين للحالات وتسجيلهم ومراقبتهم ومناظرتهم لمدة 21 يوما؛ لاكتشاف أي حالة مشتبهة بينهم واتخاذ الاجراءات اللازمة.
واستعرض الطب الوقائي، الأعراض والعلامات المرضية للفيروس، حيث تبدأ بشكل مفاجئ مع ارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد وآلام في العضلات، ويمكن أن يبدأ الإسهال المائي الحاد وآلام البطن والتشنجات والغثيان والقيء في اليوم الثالث.
وتابع أنه يمكن أن يستمر القيء والإسهال لمدة أسبوع، مضيفا أنه تمت ملاحظة ظهور طفح جلدي غير مثير للحكة في معظم الحالات المرضية بفيروس ماربورغ بين 2 و7 أيام بعد ظهور الأعراض.
ورصدت منظمة الصحة العالمية، 9 حالات وفاة والاشتباه في 16 حالة بفيروس ماربورغ أو ماربورج، وجمعت المنظمة خبراء الصحة من جميع أنحاء العالم بشأن فيروس ماربورغ، الذي يقتل نحو 90% من المصابين به، بينما أشار أعضاء اتحاد لقاحات فيروس ماربورغ، إلى أن "الأمر قد يستغرق شهورا حتى تصبح اللقاحات والعلاجات الفعالة متاحة، وأحصى الفريق حتى الآن، 28 لقاحًا مرشحًا لأن يكون فعالا ضد ماربورغ".
قال الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن احتمالية تحول فيروس ماربورغ لوباء عالمي، غير واردة وصعبة للغاية، فالفيروس ليس جديدا، لكنه ظهر منذ عام 1967 وعدد الإصابات به منذ ذلك الحين وحتى اليوم نحو 500 إصابة فقط، مضيفا أن الخطورة فيه أن معدل الوفيات به مرتفعة فيصل إلى 80% بين الإصابات به حيث توفي 379 حالة والسبب هو عدم وجود علاج أو لقاح له.
وأضاف، أن الفيروس كان يرصد سنة بإصابات محدودة للغاية لا تتعدى حالتين إلى ثلاثة، لكنه سجل أعلى عدد إصابات به في 2005 وصلت إلى 300 إصابة، مشيرًا إلى أن هذا المعدل من الإصابات يجعل من الصعب تحوله إلى وباء عالمي، لأن احتمالات انتقاله بين البشر محدودة للغاية، ومن الصعب حدوثها لذلك ظل عدد الإصابات به حتى الآن محدودا.
وتابع عنان، أن منظمة الصحة العالمية عقدت اجتماعا مؤخرا وحدث تطور في متابعة هذا الفيروس، لأنهم شكلوا ما يشبه رابطة تشبة رابطة "كوفاكس" التي شكلت بعد جائحة كوفيد 19، لتصنيع لقاحات للفيروس والأدوية، فالرابطة الجديدة «MARVAC» ستتولى تصنيع لقاحات وأدوية خاصة بفيروس ماربورغ، حيث درسوا وجود 28 لقاحا محتملا يمكن تصنيعه، و14 دواء ممكنا أيضا.
وأشار عنان إلى أن هذه الأدوية يمكن أن تنتج أو تخرج للنور بعد عام إلى عام ونصف حتى يخرج منتج نهائي يعترف به كعلاج أو لقاح لهذا الفيروس، مضيفًا أن هذه اللجنة التي شكلتها منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد، بدأت منذ أكتوبر الماضي اجتماعها الأول، وما أعاد موضوع الفيروس لدائرة الاهتمام مرة أخرى هو وفاة نحو 9 مصابين أول أمس في غينيا الاستوائية.
من جهتها، تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب بسؤال برلماني موجه لكل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان بشأن: استعدادات الصحة لمواجهة فيروس ماربورغ بعد ظهوره في غينيا الاستوائية.
وقالت النائبة في السؤال المقدم منها، إنه في ظل انتشار الفيروسات على نطاق واسع وفي ظل ما أعلنته منظمة الصحة العالمية مؤخرًا عن ظهور فيروس جديد لقب بالمرض الفتاك، هو فيروس ( ماربورغ) المرتبط بفيروس إيبولا والذي ظهر في غينيا الإستوائية وتسبب في وفاة 9 حالات وظهور حالات متفرّقة في أنجولا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وجنوب إفريقيا، وهو مرض فيروسي خطير يبدأ بشكل فجائي بحمى، وفتور، وصداع، وألم بالعضلات والحلق، ويعقب ذلك قيء، وإسهال ثم طفح جلدي، ونزف، وكثيرًا ما يكون مصحوبًا بتلف كبدي، وفشل كلوي، ونقص الصفائح الدموية.
وأضافت الجزار: فترة الحضانة من3- 9 أيام، ولا يوجد لقاح أو علاج محدد لمكافحته والتصدي له وقد يستغرق تطوير لقاحات فعالة لمواجهة انتشار هذا الفيروس شهور كما ذكر أعضاء اتحاد لقاحات فيروس ماربورغ.