مهما كان الطريق طويلاً ففي آخره هدف يقف منتظرا كل من سعى للوصول إليه، لا مكان لليأس والإحباط إنما العزيمة القوية والإصرار الجبار على تحقيق الحلم والنجاحات المتتالية.
"أحمد" أيقونة لغيره ممن يسعون إلى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم التي تراودهم مهما كانت المواجهة مع الظروف المحيطة والتحديات الصعبة التي كتبت عليهم.
يقول أحمد مصطفى أبوسعيفه 29 عاما ابن محافظة البحيرة حاصل على مؤهل ثانوي: تسبب خطأ طبي أثناء ولادتي في إعاقتي بضمور فى خلايا المخ نتج عنه إصابتي بشلل رباعي وصعوبة فى النطق، فرعاني أهلي واهتموا بي بجانب حرصهم الشديد على دعمي ومساندتي في شتي الأمور، وإرسالي إلي المدرسة للتعليم وتعويضي بعض الشيء عن ما أشعر وأمر به، وبشهادة أساتذتي كنت دائما الطالب المجتهد والنجيب والمتفوق.
ويواصل "أبوسعيفه": وصلت إلي المرحلة الثانوية وحصلت على مجموع كبير جدا ولكن إعاقتي وقفت حجر عثرة بين تكملة المرحلة الجامعية لصعوبة التنقل والسفر حتي قررت الاكتفاء بالمرحلة الثانوية؛ موضحا واجهتني الكثير أيضا من الصعوبات والتحديات في المرحلة الثانوية فلم أستطع الذهاب للمدرسة إلا في أيام الامتحانات بسبب أن الفصول كانت تقع في الأدوار العليا مما يصعب عملية نقلي إليها من الأسفل للأعلى والعكس عند انتهاء اليوم الدراسي، وكنت أعتمد على نفسي في المذاكرة.
إلى جانب معاناته من الذهاب للمدرسة؛ عاني أحمد أيضاً من عدم وجود مدرسين يذهبون للمنازل لإعطاء التلاميذ الذين في مثل حالته دروس في المواد الدراسية المقررة عليه فكان دائم الاعتماد على نفسه وذاته.
يقول "أحمد": إحنا ساكنين فى قريه ريفيه مفيش مدرسين بيروحوا المنازل عشان يروحوا البيت ويعطوا دروس للطلبة فكان اعتمادى، كله على نفسي فى المذاكرة ووفر لي أبي جهاز كمبيوتر ونت وكنت بجيب دروس من النت واسمع دروس من عليه، ولما قررت بقي انى اكتفى بالثانوية كما ذكرت أصبح عندي وقت فاضي كبير جدا من اليوم فقررت انى استغل وقتى فقمت بحفظ القرآن الكريم كاملاً " كما يروي.
لم تمنعه إعاقته من التمسك بالأمل وتحدي ظروف إعاقته التي كتبت عليه منذ ولادته، فبدأ في التفكير في مشروع يساعده ويساعد أسرته أيضاً حتي أفتتح له والده محل بقالة صغير ينشغل به ويدر به عليهم دخلاً كافياً، فيقول فتحت المشروع ده علشان منه يكون مصدر، رزق وفى نفس الوقت اثبات الذات بمعنى انى علشان معاق يبقي خلاص الدنيا انتهت، ويوميا موجود داخله من الصباح حتى المساء ويأتي زملائي وأصدقائي للسهر معي وتسليتي طوال الوقت في أوقات إجازاتهم عشان برضو كل واحد فينا له شغله الخاص ودنيته.
ويتابع ما فيش حاجة منعتني من مواصلة حلمي وإثبات ذاتي وأحمد الله على كل شيء فقدر أخف من قدر ولطف الله يحاوطني من كل جانب. ويختتم كلامه بقوله: أحلم بوظيفة حكومية تتناسب مع مؤهلى الدراسي ومع إعاقتى، كما أحلم بمقابلة الرئيس في مؤتمر "قادرون باختلاف".