صناعة الأطراف الصناعية إحدى الصناعات المهمة التى تحمل فى طياتها النبل الإنساني، فهى تعيد الأمل لمن فقدوا أحد أطرافهم، وربما تنقلب الأحوال فى لحظة، ابتسامتك المشرقة تختفي، ووجهك المضيء يصبح شاحبا، وتتحول كل أحلامك وطموحاتك إلى كابوس .
هذا الوصف السابق صار واقعا للعديد من الأشخاص الذين تحولت حياتهم بسبب حادث أليم، أفقدهم أحد أطرافهم، أو مرض خبيث جعلهم يتخلون عن جزء من أعضائهم، إلا أن عمر مجدي، استطاع أن يرسم البهجة على وجوههم مجددا من خلال عمله فى مهنة الأطراف الصناعية، التى ترك مجال دراسته من أجلها.
عمر الشاب العشرينى، الذى تخرج من كلية اللغات والترجمة، قرر أن يستكمل مسيرة والده وجده فى منطقة السيدة نفسية، حيث اقتحم مجال العمل فى صناعة الأطراف الصناعية، بعدما رأى لها دورا مهما فى تعديل مسار شخص أو رسم البهجة على وجه آخر، إذ بدأ العمل منذ سنوات قليلة بمساعدة والده فى هذه المهنة، حتى عشق العمل بها وأتقن فنونها، وصار اليوم من أبرز المهنيين الذين يعملون بها .
يقول عمر، العمل بهذه المهنة يحتاج إلى مهارة عالية وتدقيق كبير فى إنتاج الطرف الصناعي، مضيفا أن الأطراف الصناعية تختلف من شخص لآخر ومن حادث لآخر، وبالتالى توجد مقاسات معينة لكل شخص، وأيضا لا بد من معرفة جميع عضلات الرجل ليتم تطبيعها على قدم الشخص المصاب .
المهنة الفريدة والقليلة فى مصر، يكمن بداخلها العديد من الإنسانيات والأمور التى تكشف عن مدى التعاطف الذى يتميز به الشاب العشريني، حيث تعتبر من أجمل اللحظات التى يشعر بها الشاب العشريني، هى أن يأتيه شخص يتحرك بواسطة كرسى ثم يخرج من عنده ماشيا على قدميه: "أجمل لحظة لما حد يخرج من عندك مبسوط، بترجع له الأمل تانى فى الحياة".
ويعتبر حال هذه المهنة كحال العديد من المهن تعانى الكثير بسبب غلاء الأسعار لبعض المنتجات التى يتم استيرادها من الخارج، ولكن رغم كل هذه المعاناة لا تخلو هذه المهنة من روح الإنسانية، حيث يقول الشاب العشريني: "بييجى لنا ناس كثير مش عندهم الإمكانية إنهم يعملوا طرف بنحاول نساعدهم ونقربهم من الجمعيات الخيرية" .