الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

زلزال سوريا وتركيا يكشف عن سقوط أخلاقى جديد لـ «الجماعة الإرهابية».. تداول تغريدات لعناصر إرهابية تتمنى وقوع كارثة مثيلة للمشروعات القومية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سقوط أخلاقى جديد ينضم لقائمة الانهيارات الشنيعة التى تقع فيها جماعة الإخوان الإرهابية وبقية جماعات الإسلام السياسى التى انطلقت أبواقها الإعلامية ولجانها الإلكترونية فى التعاطف ودعم الدولة التركية وتعزية رئيسها مع دعم على استحياء للشعب السوري، فهى تعمل بجدية ونشاط فى تلميع صورة أنقرة وخاصة فى تعاملها مع الكارثة الإنسانية التى وقعت مع الزلزال، فى توقيت يسبق الانتخابات الرئاسية التركية.
وقد تزامن ذلك مع تداول عدة تغريدات لعناصر إرهابية وإخوانية تعلن عن تمنيها لوقوع مثل هذه الكارثة لمصر، فلا يكفيها الشماتة مع أى بادرة تلوح بحدوث أزمة للوطن، بل تتمنى حدوث زلزال يدمر العاصمة الإدارية والمدن الجديدة والمشروعات القومية وخاصة فى الطرق والكباري، وهو ما يكشف عن سقوطها الأخلاقى المتكرر، وبيان حقيقة وجهها الشنيع
فى الوقت نفسه؛ تجاهلت مصر خلافاتها السياسية مع الدولتين المتضررتين، وأرسلت طائرات عسكرية للمساعدة والإغاثة للبلدين، وكشف المرصد السورى لحقوق الإنسان الدور المصرى فى الأزمة السورية الناتجة عن الزلزال، موجها الشكر لمصر.
وجاء فى بيان للمرصد: "شكرًا للشقيقة الكبرى مصر على مواقفها السباقة فى دعم أبناء سوريا دون التمييز بين مناطق السيطرة، تلبية لنداء السوريين المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذى ضرب المنطقة، ووصول فرق طبية وإنقاذ متخصصة لدعم عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض".
نفوس مريضة
من جانبه، قال إسلام الكتاتنى الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، إن أى بلد فى العالم معرض لوقوع كوارث إنسانية ومعاناة وأزمات، وعندما يحدث ذلك فى مصر نسمع نغمة واحدة سائدة فى إعلام جماعة الإخوان الإرهابية ترفع راية الشماتة، وإرجاع سبب الأزمة لإقدام الشعب المصرى على الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية.
وأضاف "الكتاتني" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أنه بنفس منطق هذه الجماعة التى تزعم أن سبب الكوارث هو لعنة طردهم والخروج عليهم، فإن المنطقة التى وقع بها الزلزال هى جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، وهى المعقل الأساسى للجماعات المتطرفة التى تواجه النظام السورى أمثال جبهة تحرير الشام "النصرة سابقا".
وتابع: إن جنوب تركيا هو الممر الآمن الذى يحميهم ويمرون منه، ومن خلاله يتم توفير الدعم لهم، بما يعنى أن الزلزال وقع فى المنطقة الموبوءة التى يسيطرون عليها، فهل لأحد أن يرد عليهم بنفس منطقهم ويقول إن هذه الكارثة التى وقعت لهم كانت بذنب ما فعلوه فى الدولة السورية، وذنب الشعب السورى الذى تم تهجيره وذبحه على يد هذه الجماعات، لكن الإنسان العاقل والطبيعى يدرك أن هذه كارثة إنسانية تحدث فى أى مكان لأسباب علمية، ونحن لا نشمت فيها أبدا.
ولفت "الكتاتني" إلى أنه رغم ما فى العلاقات بين مصر وتركيا من أزمات فإن مصر قدمت يد المساعدة، قدمت المساعدات للدولتين رغم وجود خلاف سياسي، لكن مصر فى الكوارث الإنسانية تضع الخلافات جانبا وتعمل على دعم الشعوب المتضررة، وتعزز المعنى الأخلاقى والإنساني، فليس من المنطق الشماتة فى مشردين كانوا آمنين، باتوا تحت الأنقاض، وفاقدين للأمن والحماية.
وتساءل الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية: عن أى تصرف يظهر المعنى الحقيقى للإسلام، الجماعات التى تقتل وتشمت فى كوارث البشر، ولديها ازدواج معايير كبير، تشمت فى أزمات مصر وتتعاطف بصورة مبالغة مع أزمات دول أخرى، إذن من الذى يفهم الإسلام فهما صحيحا!
وقال "الكتاتني": هؤلاء الذين فشلوا فى كل الاختبارات الإنسانية، وفى نفس الوقت يعلنون راية أنهم "بتوع ربنا" وفى نفس الوقت يشمتون فى الناس وفى أزمات الناس، انظر هذه نفس الأزمات لكننا لن نشمت فيهم، ولن نتعامل بنفس المنطق، هذه إدلب التى تضم المجموعات المسلحة الأكثر تطرفا، المعقل الرئيسى لجبهة تحرير الشام وتنظيم داعش الإرهابي.
مصر أول فريق إغاثة يصل سوريا
كان مدير المرصد السورى رامى عبدالرحمن، قد أعلن فى وقت سابق، فى تصريحات تليفزيونية، أن "فريقا من مصر الشقيقة كان أول الواصلين إلى سوريا لإغاثة المنكوبين ومساعدة فرق الإنقاذ المحلية، وأن اللاذقية هى أكبر المتضررين فى مناطق النظام، والكارثة الكبيرة هى فى شمال غرب سوريا".
وتعليقا على تأخر مساعدات الدول لسوريا؛ قال إسلام الكتاتني، إن ازدواجية المعايير عند الغرب يجب أن نشير إليها، هم يساعدون تركيا فقط، يتجاهلون شمال سوريا، رغم أنها مناطق بها نفوذ أمريكي، وهذا سقوط للغرب، وسقوط أخلاقى للغرب الذين قصروا المساعدات على تركيا فقط دون سوريا رغم ما تمتلكه الدول الغربية من نفوذ فى الشمال السوري.
وحول تبادل عناصر إخوانية لتغريدات مليئة بالحقد تتمنى تكرار مثل هذه الحوادث لمصر؛ أكد أن تمنى تدمير المشروعات القومية التى تقف خلفها الدولة مثل العاصمة الإدارية والمدن الجديدة ومشروعات الطرق والكباري، تخرج من نفوس مريضة، كتاباتها تعبر كلها عن نفسية الثأر والانتقام وهى نفسية مسيطرة على عناصر الجماعة الإرهابية بشكل كبير.
وتابع: إنه بالإضافة لمحاولة البعض تعميق معنى أن مثل هذه الكوارث هى انتقام وذنوب وبالتالى يتمنون وقوعها لمصر ليرفعوا مثل هذه المعانى ويروجوها، أما وقوعها فى دول تابعة لهم فإنهم يتجاهلون هذا الخطاب ويعلون من خطاب التعاطف والتضامن وجمع التبرعات. لذا يجب أن يدرك المصريون أننا أمام مجموعة من الناس معجونة بالكذب والنفاق والتضليل واللعب بالمشاعر.
كما أشاد الباحث بدور الدول العربية فى الأزمة، موضحا أنه من المعانى الجميلة أن تجد مصر وتونس والجزائر والعراق وهى بلاد لديها ظروف صعبة لكنها تصر على إرسال المساعدات، هذه الدول العربية ضربت مثالا أخلاقيا وإنسانيا كبيرا، يدل على فهمها العظيم لمعانى العطاء والإنسانية المستفادة من الإسلام، وإلى الذين يقولون إن مصر تدعم مناطق النظام فقط، فبيانات المرصد السورى تؤكد أن مصر تتحرك وتقدم الدعم لجميع المناطق الخاضعة للسيطرة السورية وللمناطق الخارجة عن سيطرة النظام أيضا.
تغريدات بغيضة
فيما قال الدكتور صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التشدد الديني، إن الكوارث الإنسانية تستدعى التعاطف والتراحم ونخوة وشيم الرجال، وهذا ما أبدته الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه كل الأشقاء العرب وكل دول العالم، لقد وحدت الكارثة العالم ليقف صفا واحدا تجاه الكارثة الطبيعية، لقد تناسى الجميع خلافاتهم وعملوا لهدف واحد هو الإنسان دون النظر لعقيدة أو لون أو جنسية.
وأضاف "القاسمي" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة"، عدا أن هناك بعض الفصائل المارقة من تجار الديانات والعقائد، تجار آلام الشعوب، والذين أصابهم الرعب من تعاطف الشعب المصرى مع الكارثة التركية السورية، موقف مصر لم يفرق بين المصاب الجلل بين البلدين وسارعت بمد يد العون للشعبين.
وقال: ترقبوا الموقف، يحاولون اللعب على أوتار العلاقات، يبثون الشائعات لمحاولة وضع حجر الأساس لفتنة جديدة، يستميتون من أجل تباعد جديد، لأن التقارب والتراحم بين الشعوب يضر بمصالحهم، ومنهم فصائل تحقد وتعلن عن تمنى الضرر والكارثة للشعوب العربية التى لفظتهم وعلى رأسها مصر العروبة.
وأكد "القاسمي" أنه اندهش وتفاجأ على السوشيال ميديا من بعض تصريحاتهم بمقارنة بغيضة بين الشعوب توصلت قلوبهم الخربة فى نهاية الأمر إلى تمنى الكارثة للشعب المصرى بحجة أنهم رقصوا على دمائهم، ما كل هذه الأكاذيب وهذا الحقد. وتساءل القاسمي: منذ متى كانت الكوارث والمواجع أمل وطموح فصيل من الفصائل ضد شعبه، إن دل هذا فإنما يدل على الحقد والكراهية و عدم الانتماء، لا للوطن ولا للشعب ولا حتى لأسرهم وعوائلهم وأصدقائهم. واختتم حديثه قائلا: إن التعاطف مع شعب من الشعوب لن يضير الشعب المصرى العظيم ولكن شماتتك وتمنى الضرر والذى لن يضر أيضا الشعب المصري، هو فى حاجة لتقيم نفسك ومحاولة إصلاحها وإن كنت أعتقد أن من تمنى الهلاك أو شمت فى شهداء الوطن لا إصلاح له هذا خطابى لكل إخوانى حاقد متنمر ومتنكر لفضل الدولة المصرية والشعب المصري.