تحيي منظمة الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم 10 فبراير من كل عام اليوم العالمي للبقول، والبقول هي نوع من المحاصيل التي لا تحصد إلا للحصول على بذورها الجافة، والفاصولياء المجففة والعدس والبازلاء هي أكثر ما يعرف ويستهلك من أنواع البقول، وتدخل البقول في الأطباق والمأكولات في كل أنحاء العالم، من الحمص في منطقة البحر المتوسط إلى الإفطار الإنجليزي الكامل التقليدي (الفاصولياء المطهية) إلى الدال الهندية (البازلاء أو العدس).
ولا تشمل البقول المحاصيل التي تحصد خضراء مثل ( البازلاء الخضراء، والفاصولياء الخضراء)، فهذه تصنف كخضروات، ويستبعد منها أيضاً المحاصيل المستخدمة أساساً لاستخلاص الزيت (مثل فول الصويا والفول السوداني) والمحاصيل البقولية التي يقتصر استخدامها على أغراض الغرس (مثل بذور الدفل والبرسيم)، كما تشمل البقول الشائعة جميع أصناف الفاصولياء المجففة، مثل الفاصولياء الحمراء، وفاصولياء ليما، والفاصولياء البيضاء، والفول وتشمل البقول أيضاً الحمص واللوبياء السوداء العين، والبازلاء الهندية، وكذلك جميع أصناف العدس، والبقول محاصيل أساسية لعدة أسباب فهي غنية بالعناصر الغذائية وتحتوي على الكثير من البروتين، ويجعلها ذلك مصدراً مثالياً للبروتين، خاصة في المناطق التي يتعذر فيها الحصول على اللحوم ومنتجات الألبان مادياً أو اقتصادياً.
والبقول منخفضة الدهون وغنية بالألياف القابلة للذوبان التي يمكن أن تخفض مستوى الكولسترول وتساعد على ضبط نسبة السكر في الدم، ونظراً لتلك الخصائص فإن منظمات الصحة توصي بها من أجل مكافحة الأمراض غير المعدية، مثل السكر وأمراض القلب. وثبت أيضاً أن البقول تساعد على مكافحة البدانة.
والبقول بالنسبة للمزارعين محصول هام يمكنهم بيعه أو يمكنهم استهلاكه هم وأسرهم، ويساعد خيار تناول البقول وبيعها المزارعين على الحفاظ على الأمن الغذائي للأسرة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وعلاوة على ذلك، فإن خصائص تثبيت النيتروجين التي تتميز بها البقول تحسن خصوبة التربة، ويؤدي ذلك إلى زيادة وتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية، وعن طريق استخدام البقول في الزراعة البينية ومحاصيل التغطية، يمكن للمزارعين أيضاً تعزيز التنوع البيولوجي للمزارع والتنوع البيولوجي للتربة والوقاية من الآفات الضارة والأمراض.
ويمكن للبقول أن تساهم في التخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق الحد من الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية التي تستخدم لإضافة النيتروجين اصطناعياً إلى التربة، وتنطلق غازات الدفيئة أثناء صنع واستخدام تلك الأسمدة، ويمكن للإفراط في استخدامها أن يضر بالبيئة، غير أن البقول تثبت نيتروجين الغلاف الجوي في التربة بشكل طبيعي وتطلق في بعض الحالات الفسفور المرتبط بالتربة، وبالتالي تقلص كثيراً من الحاجة إلى الأسمدة الاصطناعية.
واعتمدت الجمعية العامة في قرارها 231/68 المؤرخ 20 ديسمبر 2013 إعلان سنة 2016 سنة دولية للبقول، وتصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الجهود المبذولة في تلك المناسبة، التي هدفت إلى إذكاء الوعي العام بالفوائد الغذائية والبيئة للبقول بوصفها جزء من الإنتاج الغذائي المستدام، وبناء على النجاح الذي حققته السنة الدولية للبقول ، وإدراكا لما للبقول من أهمية في تحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة 2030، وبخاصة ما يتصل منها بالأهداف 1 و2 و3و 5 و 8 و 12 و 13 و 15 من أهداف التنمية المستدامة، وفي 2019، أعلنت الجمعية العامة في قرارها 251/73 يوم 10فبراير بوصفه اليوم العالمي للبقول.