سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الأوضاع الإنسانية المأساوية في كل من سوريا وتركيا، جراء حالة الدمار الشامل التي خلفها الزلزال الذي ضرب المنطقة أمس أول الاثنين والذي تسبب في خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وأوضح المقال، الذي كتبته روث مايكلسن، أن الخسائر في الأراوح تتزايد على نحو كبير حيث تشير أحدث الإحصائيات إلى أن حالات الوفيات وصلت إلى 7800 حالة وأنها مرشحة للزيادة في ظل الأعداد الكبيرة من المصابين جراء تلك الهزة الأرضية وما أعقبها من توابع.
وتضيف الكاتبة أنه مما زاد الموقف سوءا أن فرق الإنقاذ الدولية التي هرعت إلى المنطقة لتقديم يد المساعدة للسلطات المحلية في البحث عن ناجين تواجه صعوبات جمة في ممارسة مهامها نتيجة الظروف المناخية العصيبة وانخفاض درجات الحرارة لما دون الصفر علاوة على التوابع الزلزالية التي تعرقل جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وتشير الكاتبة إلى أن الهزة الأرضية، والتي وقعت فجر الاثنين، تسببت في تشريد ما يقرب من 380،000 شخص في تركيا فقط في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات التركية حالة الطوارئ في عشرة أقاليم، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أعداد الوفيات قد تصل إلى ما يقرب من 20،000 حالة.
وتضيف الكاتبة، طبقا لرواية سكان المناطق الجنوبية التركية، أن حجم الدمار هناك تجاوز كل التوقعات حيث بلغت مساحة المناطق التي تضررت جراء الزلزال نحو 650 ميلا بينما تعاني المناطق الشمالية في سوريا من نقص حاد في الوقود والخدمات الأساسية؛ ما يعرقل جهود رجال الإغاثة في البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال.
وتقول الكاتبة إنه إلى الآن لا تتوافر بيانات كافية حول أعداد المحاصرين تحت الأنقاض بينما تبذل فرق الإنقاذ جهودا هائلة من أجل العثور على ناجين في ظل ظروف مناخية قاسية ولاسيما في المناطق الجنوبية من تركيا التي يقطنها ملايين من السكان.
وتشير الكاتبة في هذا السياق إلى تصريحات المتحدثة الرسمية باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التي توضح فيها أن المساعدات الإنسانية التي بدأت تتدفق إلى شمال سوريا من تركيا توقفت مؤقتا أمس الثلاثاء بسبب عدم صلاحية الطرق ومعوقات لوجيستية أخرى ولا يوجد مؤشرات متى سوف يتم استئناف تلك المساعدات مرة أخرى.
وتوضح الكاتبة أنه طبقا لبيانات السلطات التركية، فقد تلقت الجهات المعنية التركية بلاغات عن انهيار مبان وصلت إلى 11342 بلاغا، مشيرة في نفس الوقت إلى أنه تم التأكد من صحة 5775 منها بينما تم إنقاذ نحو 8000 شخص من تحت الأنقاض.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى تصريحات المتحدثة الرسمية التي تؤكد فيها أن المحاصرين تحت الأنقاض يتعرضون لخطورة حقيقية، حيث إن كل ساعة تمر دون إنقاذهم تمثل خطورة داهمة على حياتهم في ظل تعثر جهود الإغاثة وعمليات البحث عن ناجين.
العالم
الجارديان تسلط الضوء على المأساة الإنسانية التي سببها الزلزال في سوريا وتركيا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق