السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الاعداد الخاصة

محمد المصري يكتب: ما بين الرحلة والتأويل

محمد المصري
محمد المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وقت انتصاف الليل

أنسب معاد للسير

كان هاجِس الترحال، لساه في قلبي مازال 

هامس بصوت هادي

مبقاش فاضِلِك مِ الجدور حاجة

يمكن حبة حنين للبحر

وشوية مِ السنكحة والقعدِة عَ القهوة 

وندوب تجارُب فاشلة مكتملتش

وجُملتين معلِش.. قالهُم صديق سابِق

خُد مِ الحاجات اتنين، ميتقلوش شيلتك 

وامشي ولا تبُصِش وراك ثانية

خدت بنصيحتُه ولحظة والتانية 

لميت ف قلبي بواقي اشيائي

وجَمعت أوراقي من غير نِصاب تركِتي

لا اعرف حدود سِكتي، ولا فارقة رايح فين

سايب ورايا الحرف والمعنى 

سايب في قلبي نزعَة مِ الفلسفة

لا أدّعِي المعرفة

ولا كُنت يوم بمتِلِك مِ المُعجزات قطرة

رافض بطبعي مثالية الفكرة

مؤمن يقين إني آدمي، خطّاء.. 

باحِث عن التوبة خارج حدود الأصدقاء

ضامم وساع الدنيا عَّ البهرجة فيها

شايل على ضهري سِفر الخروج ليها

-لأنهُ هَكَذا أحبَّ الله العالَم- 

فخلق لنا الفراشات، ريحة البنفسِج وبراءة الأطفال 

والقُدرة ع النسيان.. 

وخلقني أحب المُتمردين وأمشي في ركابهُم 

لوركا.. رامبرانت.. مارادونا.. أرثر رامبو 

وأعشق أداء مارلون براندو

وأدوب لأخري فِـ ايقاع البلوز.. 

وأحب جدًا يجوز.. نولان وعاطف الطيب

وكُل مِن طِيِّب.. وكُل مِن جّوِد 

مِن صُغري متعود والعقل فتحلي

يا هل ترى مُمكِن والوقت يسمحلي

وأعتر على إجابات جوايا ترضيني

مِن غير ما أتجازي بصخرة تِفنيني

"سيزيف" مُحتال، مِش مُمكن اكون شبهُه 

انا اللي عُمري ما اديت قلبي للي يستاهلُه 

مملُكش غير صدقي وطفولِة التجرُبة

وطزاجة المعنى قبل إشتعال الشيب

والخوف كتير مِ الغيب والفقد والنسيان 

ماشي يجوز علشان مليت اكيد مِ الجدل

وحبال كتير تتجدل تُخنق رِقاب الفِكر 

باصِص على الاشياء بعين اليقين البكر 

وتملي اقول للذِكِرْ.. 

في سلاسلُه بروميثيوس عُمره ما كان ندمان 

على سرقِة المعرفة رغم التمن كِبدُه

ولا فكر الحلاج في سطوة السلطان

ومازِلت حتى الآن.. مُغرم بِعزم إيزيس 

وشجاعة القديس، لحظة لُقا التنين

ووصف دانتي للجحيم.. 

وشوق ابن المعري للشِفا

كُل الشكوك معرِفة.. كُل الحقايق زيف 

وأنا.. انا شخص عادي هامِشي جدًا

لا صاحِبني يوم الحظ ولا لومت مرة القدر 

لا بصدق الموعظة في نهاية القصة

ولا امد ايدي في بطن الشِعر لو كداب

باصِص على الدُنيا من قلب خرم الباب

ولدي مِ الأسباب.. اللي يخليني

أقول بكُل زُهد الاوليا.. ونُص ثِقة العارفين بِالسِر 

انا مُبتلىَّ بِالشعِر.. 

بالتوهة في التأويل.. والبَحث عَّ المدلول 

والمَّد فِـ الخطوة والدعوة دون اتباع 

انا الوحيد المُباع وسط الجموع أعمي

الجهل لو تعرفوا، ما أبدعُه نِعمة

بتعلِم الأسماء.. وأنا الجهول إنسان

ما أتعس الألوان في بلاد تحِب الجدب

بتمجِد الخوّان.. وتدجِن الباقي

دلوقتي اشوف نفسي.. دي ألد اعدائي

دلوقتي لو باقي.. 

والرحلة دي بتنتهي وآن آوان أعتِرف

إني يجوز بختلِف.. على وضعكوا السايد

عَّ العادي مِن فِكرُكُم

لكني بشهدلُكُم.. ما كُنت يوم مِنُكُم

ولا كُنت يوم مُدعي.. مِ الحكمة شئ زورًا 

ولا أبتغي جبرًا.. 

والوقتي بس فهمت، ليه لما شافنِي الخِضر 

لقيتُه لم يستطع.. على رحلِتي.. صبرًا

 

محمد المصري – بورسعيد