أستاذي العزيز..
لم يرد إلى خاطري يوما أن أكتب سطورا في رثائك وكأنني أرفض أن تفارقنا يوما.. أرفض قرار القدر برحيك فجأة دون أن نلتقي ونتحاور كالعادة، دون أن تحادثني وتنتقد كتاباتي بسخرية جميلة كعادتك.. دون أن تقول لي كلماتك المعهودة "انتي ابنتي التي لم أنجبها..." دون أن أري في عينيك اللامعتين دائما فخر وإعجاب بأعمالي وطريقة كتابتي التي تعلمتها منك.
أستاذي الأعز.. لن أنسي ذلك اليوم حينما طرقت باب قسم الفن في جريدة نهضة مصر، وأنا تمتلكني الرهبة من شخصك الكريم.. في ذلك اليوم عرضت عليك حوارا أجريته مع الفنانة شمس البارودي، ولم أكن أعمل في قسم الفن حينها.. لن أنسي نظرتك لي قائلا "بتكتبي حلو.. تعالي قسم الفن وهاتفضلي بردو زي ما انتي في الأخبار.. بس عاوز أستفيد منك".
ومنذ ذلك اليوم وأنت تقف بجواري وتدعمني مرة باللين وأخرى بالشدة التي تملؤها الطيبة المعهودة عند أستاذي "الطيب"..
وداعا أستاذي لن أنساك ولن ينساك كل من عملت معه أو التقى بك يوما.. وداعا مجدي الطيب.. نلتقي في عالم أفضل.. عالم يشبه طيبة قلبك وابتسامتك التي تشعر معها كأنك من عالم آخر.. وداعا مجدي الطيب.