قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدولتي أذربيجان وأرمينيا، استراتيجية بحتة، مشيرا إلى أن هاتين الدولتين يقعان ضمن منطقة القوقاز، وهو ما يؤكد ويرسخ الوجود المصري بالمنطقة، كما أن الزيارات في غاية الأهمية من الناحية الاستراتيجية من وجهة نظر القوى الدولية والإقليمية، والتي تتواجد في هاتين الدولتين وهي (إيران – تركيا – إسرائيل).
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، عبر برنامج «صالة التحرير»، المذاع عل قناة صدى البلد، أن منطقة القوقاز، هي امتداد للبوابة الشرقية للحدود المصرية وهو ما يشير إلى أهمية الدور المصري في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دول مثل تركيا وإسرائيل وإيران كما أنها بمثابة توجيه رسالة بأن الدولة المصرية متواجدة وحاضرة، موضحا أن زيارة الرئيس السيسي، لأذربيجان، وهي دولة غنية بالنفط والغاز، مهمة جدا، حيث تركزت المباحثات الثنائية بين رئيسي البلدين حول هذه المحاور.
وأكد هريدي أن مصر مرشحة خلال السنوات المقبلة، أن تكون أحد المحاور الأساسية للطاقة خاصة في الغاز الطبيعي، مشددا على أن التعاون مع أذربيجان مهم في هذا التوقيت.
وأشار إلى أن العلاقات مع أرمينيا، تعود لنهايات القرن التاسع عشر، موضحا أن قوة العلاقات مع أرمينيا، وزيارة الرئيس السيسي ترسخ هذه العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن الزيارات الرسمية التي قام بها الرئيس للدولتين، شهدت جلسات مع رجال الأعمال، مشيرا إلى أن مصر تسعى إلى التوصل لاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا فيما بينهما من خلافات وتقارب وجهات النظر.
ولفت هريدي إلى أن مصر تدعو الطرفين إلى أن لحل مشكلة الدولتين بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار، مشيرا إلى أن هناك صراعا بين الغرب وروسيا ملامحه في أذربيجان وأرمينيا.
كما أكد أن الملامح الرئيسية في جولات الرئيس الخارجية، ومنها الهند أيضا، هي اللقاءات التي يعقدها مع رجال الأعمال للحديث عن فرص الاستثمار والتقدم الذي حققته البلاد في البنية التحتية والحديث عن المزايا التي تقدمها الدولة المصرية للمستثمرين الأجانب، وهذا جهد خارق تقوم بها الدولة بقيادة الرئيس السيسي، سواء بالجلوس مع الغرف التجارية أو المستثمرين الأجانب، وهو جهد مملوس، وعليه لابد من المتابعة التنفيذية لهذه الجلسات والخروج منها بما يفيد العملية الاستثمارية للدولة المصرية من خلال هذه اللقاءات والجولات الخارجية التي قام بها الرئيس.
ونوه بأن زيارة الرئيس السيسي، لدولة الهند، وحضوره كضيف شرف في عيد الجمهورية الهندية، وهو ما يشير إلى صدور الدستور الهندي في 1950، موضحا أن الهند تتولى قمة العشرين، وهي تضم أكبر 20 اقتصاد في العالم سواء من الغرب أو في آسيا أو دول مثل تركيا، مؤكدا أن الهند وجهت الدعوة لمصر للحضور هذه القمة كضيف في سبتمبر المقبل، وهي مشاركة مطلوبة لمصر، للحديث عن الدول النامية وكيف تأثرت العام الماضي من تداعيات جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، على اقتصادات وامن الدول النامية، وصوت مصر في هذه القمة سيكون مؤثر للغاية.