جزيرة النباتات بمحافظة أسوان هي أحد أهم المزارات السياحية، وهي من أقدم الحدائق بالعالم، تقع حديقة النباتات بأسوان على جزيرة بأكملها، وتحتوى على العديد من النباتات النادرة، والأشجار المحفور على جذوعها العديد من قصص العشاق، حيث يلجأ الشباب إلي كتابة حروف الحبيب مع سهم كيوبيد على جذوع الشجر، وحكايتنا هذه المرة عن تدوين العشاق من جزيرة أسوان حيث الطبيعة الخلابة وصفاء النيل حيث يأتيها الزوار من كل مكان للتنزه ورؤية الأشجار والنباتات النادرة ويكتمل استمتاعهم بالجزيرة في وسط النيل بأسوان ويتأملون إعجاز وشموخ الأشجار العملاقة وهي تعد من أقدم وأعرق حدائق العالم، وتضم بين جنباتها أشجار ونباتات زينة، مما شجعهم للتعبير عن مشاعرهم وبث أفراحهم وأمنياتهم بعلاقات الحب والعاطفة التي يتمنون دوامها بدوام عمر هذه الأشجار المعمرة، فيكتبون أسماء وحروفا وتواريخ بمداد من الروح لا يعرف معانيها إلا من نقشها علي هذه الأشجار التي استأمنوها علي حبهم الخالد.
وكانت جماليات الحديقة كثيفة السيقان هي الأكثر إقبالا للباحثين عن الخلود، فتجد الواحدة منها قد امتلأت بكتابات مختلفة ومتنوعة من الخطوط والألوان والأحجام، أكثرها عبارة عن أسماء الأحبة والعشاق، لكن ليس بالضرورة أن تشير الأسماء لمن جمعهم كيوبيد الحب فقط، بل قد تكون لمجموعة من الأصدقاء، يتمنون دوام صداقتهم، أو قد تكون دعاء أو رجاء، كهذه التي تدعو بأن يرزقها الله هي وحبيبها "صلاح" الذرية الصالحة، أو تلك التي ترجو قائلة: "ربنا يهديك ليا يا محمود"!
وهكذا؛ وبجانب تأمل أنواع الأشجار، والتعرف علي أشكالها المميزة، تستغرق بدافع الفضول في قراءة ما تم تدوينه منذ سنوات عديدة، كما تظهر التواريخ المذكورة، على سيقان الأشجار، وربما كان هذا هو هدف أصحابها، ولكل عاشق في حبه مذهب وكل يري بعين قلبه.