افتتح الرئيس الراحل محمد أنور السادات السد العالي فى مثل هذا اليوم والموافق 15 يناير عام 1971، منذ 52 عامًا، وأصبح هذا اليوم عيدًا قوميًا لمحافظة أسوان والذى كان حلمًا وضع أساسه، وبدأ فى تنفيذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي الذي ساعد مصر فى إنشاء السد بعد رفض البنك الدولي تمويل بنائه.
بدأ في بناء السد بدراسات إنشائه فى عام 1952 بعد أشهر قليلة من ثورة 23 يوليو، حيث تقدم حينها المهندس أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان يهدف إلى حجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.
وقرر “عبد الناصر” بناء السد العالى في عام 1953 بعد تشكيل لجنة لوضع تصميم للمشروع، حيث تم وضع تصميم السد العالى فى عام 1954 تحت إشراف المهندس موسى عرفة والدكتور حسن زكى بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة، وقد لجأت مصر آنذاك لتأميم قناة السويس فى عام 1956 لتوفير الموارد المالية اللازمة لبناء السد العالي، ليتم توقيع إتفاقية بناء السد العالى في عام 1958 ووضع حجر الأساس فى عام 1960.
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مهتمًا بفكرة المشروع، خاصة أنه فى عام 1954 طرحت شركتان ألمانيتان هندسيتان إمكانية تصميم السد العالى، ومع بدايات حكم الرئيس الراحل، بدأ خطوات إنشاء هذا السد، ليبدأ معها البحث عن ممول لهذا المشروع الضخم، الذى كان سيتكلف أموال طائلة.
أهمية بناء السد العالي
أدرك المصريون أهمية النيل منذ أقدم العصور، فأقيمت مشروعات التخزين السنوي مثل خزان أسوان وخزان جبل الأولياء على النيل للتحكم فى إيراد النهر المتغير، كما أُقيمت القناطر على النيل لتنظيم الري على أحباس النهر المختلفة.
إلا أن التخزين السنوي لم يكن إلا علاجًا جزئيًا لضبط النيل والسيطرة عليه، فإيراد النهر يختلف اختلافًا كبيرًا من عام إلى آخر إذ قد يصل إلى نحو 151 مليار متر مكعب أو يهبط إلى 42 مليار متر مكعب سنويًا.
وهذا التفاوت الكبير من عام لآخر يجعل الاعتماد على التخزين السنوي أمرًا بالغ الخطورة حيث يمكن أن يعرض الأراضي الزراعية للبوار وذلك في السنوات ذات الإيراد المنخفض.
لذلك اتجه التفكير إلى إنشاء سد ضخم على النيل لتخزين المياه في السنوات ذات الإيراد العالي لاستخدامها في السنوات ذات الإيراد المنخفض، فكان إنشاء السد العالي أول مشروع للتخزين المستمر على مستوى دول الحوض يتم تنفيذه داخل الحدود المصرية.
تكلفة المشروع
بلغ إجمالي التكاليف الكلية لمشروع السد العالي حوالي 450 مليون جنيه، كما بلغت تكاليف إنشاء مفيض توشكي حوالي 42 مليون جنيه.
دور السد العالي في حماية مصر
– حمي السد العالي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلي 1987 حيث تم سحب مايقرب من 70 مليار متر متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.
– حمى السد العالي مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1998 إلي 2002، فلولا وجود السد العالي لهلك الحرث والنسل ولتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة.
دور السد العالي في التنمية الزراعية والصناعية
– استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية.
– تحويل الري الحوضي إلى ري مستديم وزيادة الإنتاج الزراعي.
– التوسع في زراعة الأرز.
– توليد طاقة كهربائية تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقرى.
– ضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت على مدار السنة.
– زيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالي.
– تحسين الملاحة النهرية طوال العام.
وقد صمم السد العالى بحيث يكون أقصى منسوب المياه المحجوزة أمامه 183 مترا حيث تبلغ سعة البحيرة التخزينية عند هذا المنسوب 169 مليار متر مكعب مقسمة كالتالي:
* 31.6 مليار متر مكعب سعة التخزين الميت المخصص للإطماء
* 89.7 مليار متر مكعب سعة التخزين التي تضمن متوسط تصرف سنوي يعادل 84 مليار متر مكعب موزعة بين مصر والسودان ( 55.5 مليار متر مكعب لمصر و28.5 مليار متر مكعب للسودان)
* 47.7 مليار متر مكعب سعة التخزين المخصصة للوقاية من الفيضانات.
– تم تنفيذ مفيض لتصريف مياه البحيرة إذا ارتفع منسوبها عن أقصي منسوب مقرر للتخزين وهو 183 مترا، ويقع هذا المفيض علي بعد 2 كيلومترا غرب السد في منطقة بها منخفض طبيعي منحدر نحو مجري النيل حيث يسمح بمرور 200 مليون متر مكعب في اليوم.
– تم إنشاء مفيض توشكي في نهاية عام 1981 لوقاية البلاد من أخطار الفيضانات العالية وما يمكن أن يسببه إطلاق المياه بتصرفات كبيرة في مجرى النهر من نحر وتدمير للمنشآت المائية المقامة عليه حيث يتم تصريف المياه – إذا زاد منسوبها أمام السد العالي عن 178 مترا- من خلال مفيض توشكي إلي منخفض يقع في الصحراء الغربية جنوب السد العالي بحوالي 250 كيلومترا وهو منخفض توشكي.
وقد دخلت المياه إلى مفيض توشكى لأول مرة فى 15 نوفمبر 1996 حيث وصل منسوب المياه أمام السد العالى إلى 178.55 مترا.