كشفت وزارة الصحة عن خطتها للتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتطوير منظومة إنتاج اللقاحات والأمصال والأدوية.
وكانت منظمة الصحة العالمية وجهت الشكر للدولة المصرية على مجهوداتها الدائمة في إنتاج الأمصال والأدوية، واختيار مصر ضمن أول ست دول أفريقية في نقل تكنولوجيا “mRNA” لإنتاج اللقاحات والأمصال، بما يضمن الارتقاء بجودة المستحضرات الدوائية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتصدير لدول القارة الأفريقية.
ووجهت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، الشكر لوزير الصحة والسكان، على مجهوداته الدائمة للارتقاء بكافة جوانب المنظومة الصحية، مؤكدة تقديم كافة سبل الدعم لجهود الدولة المصرية في الارتقاء بجودة المستحضرات الدوائية.
وفي سبتمبر الماضي، كانت وزارة الصحة أعلنت عن افتتاح مجمع متكامل للقاحات، الذي يعدّ الأول من نوعه ويمثل نقلة في مجال حفظ وتخزين اللقاحات بالبلاد. وحسب التقارير المتاحة، فإن السعة التخزينية للمجمع تبلغ 150 مليون جرعة من اللقاحات، وتم بناؤه على مساحة 3180 مترًا مربعًا، مما يجعله أكبر مركز لتخزين اللقاحات في مصر وإفريقيا.
كما تقدمت شركة "سينوفاك" الصينية بمقترح لتجهيز المجمع أوتوماتيكيا ومركزيا للتخزين المبرد وفقًا لأحدث معايير منظمة الصحة العالمية للتخزين الجيد، منذ توقيع اتفاقية نقل تكنولوجيا تصنيع لقاح "كوفيد-19" في أبريل من العام 2021، مساهمة من الشركة في زيادة القدرات التخزينية للقاحات في مصر لتصبح "شركة فاكسيرا" الحكومية المصرية مركزا إقليميا لتصنيع وتخزين اللقاحات في القارة الإفريقية.
وكان حجم سوق الدواء المصري في عام 2015، حوالى 62 مليار جنيه، إلى أن وصل في عام 2021 إلى نحو 149 مليار جنيه. وكان ترتيب سوق الدواء المصري في عام 2015 هو 47 عالميًا والآن 29 عالميًا. والمتوقع له أن يكون في عام 2024 أن يكون 24 عالميًا، ولكن من خلال التعاون مع الشركاء لدينا تحدي أن نكون ضمن الـ20 كبار في العالم".
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن اجتماعات وزير الصحة مع منظمة الصحة العالمية، تناول مناقشة العمل على نقل الخبرات وتكنولوجيا التصنيع المتقدمة المثيلة لتكنولوجيا الـ “mRNA” في إنتاج الأدوية ومثائل الأدوية، خاصةً الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة، إلى جانب اللقاحات والأمصال.
وأضاف، أنه تم التشاور حول التوسع في نقل الخبرات في تكنولوجيا التصنيع من خلال تدريب الكوادر البشرية على تقنية “mRNA”، وذلك بالتعاون مع خبراء من منظمة الصحة العالمية، بما يضمن دعم وبناء القدرات والإمكانيات وتعزيز الأمن الصحي للمواطنين.
ولفت عبدالغفار إلى الاتفاق على تنظيم عددا من الاجتماعات المشتركة خلال الفترة المقبلة لتنسيق آليات العمل، فضلاً عن تنظيم زيارة من خبراء منظمة الصحة العالمية، لمصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، لمراجعة خطوط إنتاج الأمصال والمستحضرات الدوائية، وتقييم مراحل وإجراءات الإنتاج، للعمل على تطوير التقنيات المستخدمة.
من جهته، قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن مصر تمتلك خبرة حضارية في مكافحة الأوبئة المستجدة، وهو ما شاهده العالم في مواجهة مصر لمرض شلل الأطفال والكبد الفيروسي وجائحة كورونا وجدري القرود والفيروس المخلوي التنفسي، إذ أن مصر تمتلك منظومة متقدمة في التصدي لأي وباء مستجد، والقضاء على الأمراض المستوطنة.
وأضاف بدران، أن هناك علاقة بين تطعيم شلل الأطفال والحد من انتشاره، إذ تم القضاء على شلل الأطفال بمصر عام 2004، لافتًا إلى استفادة العالم أجمع من التطعيمات، فـ 20 مليون شخص حول العالم نجوا من الإصابة من شلل الأطفال بسبب التطعيمات.
وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن تطعيم 16 مليون طفل في مصر يحميهم من الإعاقة، لافتًا إلى أن عدم ظهور أعراض للمرض يجعله أكثر خطورة كونه يمكن ينتقل للعديد من الأشخاص، إذ أن شخص واحد حامل للمرض قد يكون وافدا من أي دولة أخرى ويمكن أن يتسبب في انتشار وباء لشلل الأطفال.