في إحدى ليالي الشتاء ذات البرد القارس والظلام الدامس وبينما كان الوالي عباس حلمي الأول عائدا من رحلته فى البحر الأبيض المتوسط عام 1850م قادما إلى الاسكندرية ، ضلت سفينته الطريق ، فعبثا حاول القبطان أن يهتدي الى طريقه ليصل الى الميناء ولكنه لم يفلح وبعد جهد كبير لمح ضوءاً خافتاً ، لايكاد يذكر وصدق المثل حين يقول :
"أن ظلام العالم كله لا يمكن أن يخفى ضوء شمعة "، فأستبشر القبطان خيرا وأطمأن كثيرا وأخذ يتتبع هذا الضوء حتى وصل إلى الميناء بسلام .
وبمجرد أن وصل الوالي للميناء ، أخذ يبحث عن مصدر النور الذى أنقذه فوجد نفسه على الشاطيء، أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والتى كانت فى ذلك الوقت تطل على البحر إذ لم تكن هناك مبان تحجز بينها وبين البحر، وتطلع الوالي عباس باشا لمصدر النور الذى أنقذه وإذا به يأتى من مقصورة مارمرقس ، حيث يضاء قنديل صغير معلق أمامها ، فتعجب عباس باشا وفرح بهذا القنديل الذى أنار الطريق له وارشد سفينته التائهة ، فكان سببا لنجاته من الموت والغرق.
وتعبيرا عن إمتنانه ، أصدر الوالي عباس باشا الأول فرمانآ بصرف 270 مليم ، كتبرع سنوي من الدولة للكنيسة المرقسية ، وهذا المبلغ كان له قيمته فى ذلك الوقت ، وهو قيمة الزيت المستهلك بالقنديل .
وظلت محافظة الاسكندرية تصرف المبلغ لنفس الغرض حتى عام 1960م ، حينها رفع المبلغ إلى 12 ضعفًا أي جعلته يُصرف شهريًا بعد أن كان سنويًا ، إلا أنها حولت غرض صرفه بأن اعتبرته ابتداءً من ذلك التاريخ ليس من أجل زيت القنديل ، بل معاشًا دائمًا باسم فقراء دير المرقسية .