سلط الكاتب البريطاني لوك هاردنج الضوء على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكد فيها أن صواريخ باتريوت التي أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها إرسالها لأوكرانيا غير ذات قيمة.
وأضاف الكاتب -في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية- أن الرئيس الروسي ألمح إلى أن أوكرانيا يجب أن تتنازل عن جزء من أراضيها في سبيل تحقيق السلام، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن الصواريخ الأمريكية التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي لواشنطن لن تثني روسيا عن الاستمرار في العملية العسكرية في أوكرانيا حتي تحقق جميع أهدافها.
ولفت بوتين إلى أن تلك المنظومة من الصواريخ سوف تصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية والتي سوف تتمكن من إسقاطها وتدميرها.
وأعرب الرئيس الروسي عن اعتقاده أن جميع الحروب والصراعات المسلحة وضعت أوزارها من خلال مفاوضات، في إشارة واضحة إلى أن أوكرانيا في نهاية المطاف سوف تضطر إلى التنازل عن جزء من أراضيها في مقابل تحقيق السلام مشيرًا في نفس الوقت أنه كلما تحقق ذلك الهدف أسرع كلما كان أفضل لأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه أعرب ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي للرئيس الروسي عن اعتقاده أن الرئيس الأوكراني لم يبدي أي نية خلال لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن لتحقيق السلام، مضيفًا أن الولايات المتحدة تخوض حربا بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا وأنها سوف تضحي بآخر جندي أوكراني من أجل تحقيق أهدافها من تلك الحرب.
وتناول الكاتب الموقف الأمريكي من التطورات الراهنة في أوكرانيا، مشيرا إلى إعلان الرئيس بايدن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 1.8 مليار دولار متضمنة منظومة صواريخ باتريوت.
وأشار الكاتب إلى تعقيب الرئيس الأوكراني على تلك المساعدات حيث أكد أنها سوف تعزز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية على نحو ملحوظ وتزيد من قدرتها على ردع القوات الروسية التي تشن هجمات مكثفة على البنية التحتية للطاقة في بلاده.
وعلى الجانب الآخر، سلط الكاتب الضوء على الزيارة الميدانية التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو لخطوط المواجهة وتفقده للجنود الروس على خط النار مع القوات الأوكرانية.
ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من نجاح زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن والتي لم تستمر سوي أقل من 12 ساعة إلا أنه لم يتمكن من الحصول على كل طلباته من الإدارة الأمريكية حيث لم يتمكن الكونجرس من التوافق بشأن تخصيص مساعدات بقيمة 50 مليار دولار إضافية لكييف.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم لأوكرانيا صواريخ بعيدة المدى خشية استخدامها في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، موضحًا أن البيت الأبيض تنتابه مخاوف أن تؤدي أي أسلحة متطورة لأوكرانيا إلي تصعيد الصراع المسلح هناك مما ينذر بمواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن وهو موقف لا تحمد عقباه.