حقيقة لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن فخري وإعتزازي بمنتخب المغرب الذي شرف الكرة العربية والإفريقية، بالوصول للمربع الذهبي للمونديال العالمي الذي تستضيفه قطر وأبهرتنا بتنظيمه، فأسود الأطلسي صنعوا تاريخًا كرويًا لم يحدث من قبل منذ بداية ممارسة كرة القدم وتنظيم كأس العالم عام 1930.
فالمغرب بإنجازه غير المسبوق أصبح أول دولة عربية وإفريقية تصل المربع الذهبي لكأس العالم وتحتل المركز الرابع، حيث كان أكبر إنجازًا للعرب بالمونديال عبر تاريخه الوصول للدور الـ16 وحققه المغرب بمونديال 1986 بالمكسيك، والجزائر بمونديال 2014 بالبرازيل، وعلى المستوى الإفريقي فكان أعلى إنجازًا هو وصول الكاميرون والسنغال وغانا لدور الـ8 بنسخ 90 بإيطاليا و2002 بكوريا واليابان و2010 بجنوب إفريقيا.
فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن المغرب أسعدنا وأبكانا في نفس الوقت، حيث وحد كل عشاق الكرة العربية والإفريقية لمتابعته خلال فعاليات البطولة حتى وصل لمراحل متقدمة للبطولة ومعه زادت الطموحات بكل مرحلة تجتازه حتى وصل للدور قبل النهائي وكان حزن الجماهير العربية بعدم وصوله للنهائي بخسارته أمام فرنسا وخسارته مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام كرواتيا ليحتل المركز الرابع، الذي كان أكثر المتفائلين لا يتوقع وصوله لأكثر من الدور الثاني، الإ أنه حقق أكثر ما هو من المتوقع بوصوله للمربع الذهبي.
حقيقة المغرب حقق إنجازًا تاريخيًا كرويًا جعلنا نفخر بعروبتنا ورفع من سقف طموحاتنا الكروية بالبطولات العالمية، فما حققه أسود الأطلسي بكأس العالم فتح باب الطموح أمام الفرق الرياضية العربية والإفريقية بمختلف فئاتها لتحقيق إنجازات رياضية عالمية، وجعلنا نحلم بتكرار الإنجاز إن لم يكن تحقيق كأس العالم، ولم لا!
ونحن في مصر يجب أن يحركنا هذا الإنجاز لمحاولة إصلاح الكرة المصرية ووضعها على المسار الصحيح، فالكرة المصرية ضلت طريقها منذ سنوات وتحديدا منذ تحقيق الجيل الذهبي لكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية ومشاركته في كأس القارات 2009، وأصبحنا منذ ذلك الوقت نحلم بمنتخب قوي يحمل آمال المصريين بالوصول لكأس العالم، فمجرد الوصول للمونديال من المفترض أن يصبح شيئا عادي بالنسبة لتاريخ الكرة المصرية التي أسست الاتحاد الأفريقي وكانت أول دولة إفريقية وعربية تلعب بكأس العالم عام 1934.
فالقائمون على الكرة المصرية يجب أن يعيدوا حساباتهم تجاه ما يحدث داخل المنظومة التي لم تثمر عن إنجازات ونتائج منذ جيل حسن شحاته، وأصبحنا مجرد متفرجين على ما يحدث حولنا، فالمغرب والجزائر وتونس سبقتنا كرويًا وأصبحت المشاركة في كأس العالم بالنسبة لتلك الفرق مجرد شيئًا عاديًا بل إن الإنجاز الحقيقي هو الوصول لمراحل متقدمة للبطولة.
فتحية إعزاز وشكر للمنتخب المغربي، فقد صنعتم التاريخ الكروي وجعلتونا نفخر بعروبتنا وننتظر منكم المزيد في البطولات المقبلة.