الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

صينيون وعرب يناقشون "دور الإعلام ومراكز الفكر في بناء رابطة المصير المشترك"

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أقامت المجموعة الصينية للإعلام الدولي ندوة حول "دور الإعلام ومراكز الفكر في بناء رابطة المصير المشترك الصينية-العربية". نظمتها كل من دار مجلة "الصين اليوم"، وشبكة الصين، ومؤسسة بيت الحكمة للثقافة، وصحيفة الشعب اليومية الصينية، والمنصات الإعلامية التابعة للمجموعة الصينية للإعلام الدولي بمشاركة عدد من الدبلوماسيين، والمفكرين، والكتاب، والباحثين، والصحفيين، من الجانبين العربي والصيني.

عقدت الندوة، وفق القائمين عليها، تفعيلا لثمار القمة الصينية-العربية، وقمة الصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في الثامن من ديسمبر، ومن أجل "التعريف الشامل بروح المؤتمر الوطني الـ 20 الذي عقده الحزب الشيوعي الصيني، وتعزيز تنفيذ روح الخطابات المهمة للرئيس شي جين بينغ في القمة الصينية العربية الأولى، وتوسيع النشر الدولي لإنجازات القمة الصينية العربية والقمة الصينية الخليجية، وتعزيز التبادل والتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والعربية، وتعزيز التبادلات الشعبية الصينية العربية، وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك الصيني العربي، ومسؤولية مراكز الفكر ووسائل الإعلام في تعزيز التبادلات ودعم العلاقات الصينية العربية". 

بعض المشاركين في الندوة من الجانبين

شارك في الندوة من الجانب الصيني كل من: قاو آن مينغ نائب الرئيس للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، وهو باو مين، مدير مجلة الصين اليوم، ووانغ شيو هوي، رئيس تحرير شبكة الصين، وو سي كه سفير الصين السابق لدى السعودية ومصر، ومندوب الصين السابق لدى جامعة الدول العربية، والمبعوث الصيني الخاص السابق لشؤون الشرق الأوسط، وهو يو شيانغ عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة بكين للدراسات الدولية، ودينغ جيون عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، ويو يون تشيوان، عميد معهد الصين والعالم المعاصر، ووانغ شين بينغ، نائب رئيس تحرير الطبعة الخارجية لصحيفة الشعب اليومية، وحسين إسماعيل الرئيس التنفيذي لفرع الشرق الأوسط لمجلة الصين اليوم.

ومن الجانب العربي شارك المترجم الدكتور أحمد السعيد مدير مؤسسة بيت الحكمة، وأحمد سّلام الوكيل السابق للهيئة العامة للاستعلامات، وأحمد سعيد العلوي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، وشريف قنديل الصحفي بجريدة المدينة المنورة السعودية، والدكتور فؤاد الغزيزر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الأول بالمغرب، والدكتورة تمارا برو أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية والباحثة في الشأن الصيني، وبشار شبارو الرئيس التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر في قطر.

إنجازات مشتركة

واستعرض المشاركون جوانب متعددة للعلاقات الصينية-العربية والإنجازات التي حققها الجانبان خلال مسيرة علاقاتهما والتحديات التي تواجهها الصين والدول العربية، ودور وسائل الإعلام ومراكز الفكر في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية. واتفقوا على أهمية التواصل والتعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر في الصين والدول العربية، والعمل معا ليعرف كل طرف الطرف الآخر مباشرة من دون الاعتماد على طرف ثالث قد لا يكون في الغالب محايدا.

كما استعرض المشاركون نماذج ناجحة للتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والعربية، وأعرب المشاركون عن رغبتهم في أن يتواصل هذا النوع من العصف الذهني وتبادل الآراء بين الخبراء والمتخصصين الصينيين والعرب لما لذلك من نتائج إيجابية، ضمن خطة استراتيجية لتوفير إطار من القوة الناعمة يواكب التطور السريع للعلاقات الصينية-العربية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، والذي تجسد في انعقاد القمة الصينية-العربية.

إحياء بعض أمجاد وصداقات الماضي

وفي كلمته التي حملت عنوان "العرب والصين - إحياء بعض من أمجاد وصداقات الماضي في عصر جديد"، قال الدكتور أحمد السعيد، مدير بيت الحكمة، إن التقارب الصيني العربي والتوافق في القضايا، والمشترك الفكري والدبلوماسي ليس وليد عالم اليوم، بل هو بعض مما كان، وجزء من كثير مضى، حتى طريق الحرير نفسه، الذي أصبح اسمه ودلالته ضمن الأكثر بحثا واهتماما بين الناس في السنوات الماضية، يملك من التاريخ آلاف الأعوام، ومن التأثير والدلالات ما لم يقدمه مثيل له في تاريخ البشرية.

وأضاف: العرب والصين بينهما علاقة ود وتجانس وتواصل إنساني عمرها آلاف السنين، وفي ظل ما يشهده العالم من متغيرات وظروف لم يشهد مثلها منذ مائة عام، كان من الضروري والمطلوب أن يقترب الأصدقاء من بعضهما خطوات، ويعيدا ما كان بينهما من ود وتواصل ووحدة منذ القدم. فالعلاقة التاريخية بين العرب والصين قائمة على الاحترام المتبادل. ليس الآن فقط، بل قديما حين كانت الصين في الأقصى تُصنع، والعرب في الشرق الأوسط هم ملوك التجارة وحلقة الوصل بين الشرق والغرب، ومعبر كل البضائع التي تصل للغرب، وشيدت المنطقة العربية بهذا إمبراطوريات اقتصادية أثرت في تاريخ العالم ورسمت مستقبله وقدمت الكثير من الإسهامات التاريخية التي بنى عليه الغرب نهضته حديثا.

وأشار السعيد إلى أنه "في العصر الحديث ومنذ بدء العلاقات الدبلوماسية مع مصر كأول دولة عربية وأفريقية عام 1956، كان الإخلاص وتبادل الدعم هو ملخص التعاون الصيني العربي، وقدمت الصين لدول الشرق الأوسط نموذجا رائعا في استكشاف مسار التنمية الخاص بشكل مستقل. وأثناء خطواتها غير المسبوقة نحو التحديث، نجحت الصين في خلق معجزة مزدوجة متمثلة في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد. بينما أذهلت هذه الإنجازات المجتمع العالمي، أحدثت أيضا اختلافات حقيقية في عالم يصارع الرياح المعاكسة الناجمة عن جائحة كورونا غير المسبوقة واندلاع الصراعات الإقليمية والركود الاقتصادي العالمي، والمسار الصيني نحو التحديث، خاصة فلسفته، يلهم الدول الأخرى للسعي إلى مسارات التنمية الخاصة بها ويلهم العالم للسعي نحو مستقبل مشترك أكثر إشراقا". 

وأوضح مترجم والأكاديمي والخبير بالشأن الصيني أن "التجربة الصينية في جوهرها وعقلها تسعى إلى خلق مجتمع مصير مشترك للبشرية حيث تعهد الرئيس الصيني بأن الصين تدفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ودعا بلدان العالم بصدق وإخلاص إلى الرقي بالقيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التفاهم والتحابّ بين شعوب مختلف الدول، مؤكدا على تحديات غير مسبوقة يواجهها المجتمع البشري. إن رؤية المصير المشترك تعكس إلى حد كبير القيم الأساسية للثقافة التقليدية للصين مثل التناغم والمساواة، مضيفا أنه يمكن اعتبارها نتيجة لحوار الصين والتعلم المتبادل مع حضارات أخرى على مدار التاريخ. ولفت إلى أن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، اللتين اقترحتهما الصين على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع، بمثابة ترياق للهيمنة والأحادية والإقصاء وعقلية الحرب الباردة في عالم اليوم".

التعاون لمستقبل أفضل

وخلال كلمته "التعايش والتفاهم والتعاون لمستقبل أفضل"، أكد أحمد العلوي، رئيس تحرير بوابة العين، أن أهمية الندوة تأتي ليس فقط من مضمونها أو ما ترنو إليه فقط، ولكن أيضاً من توقيت عقدها الذي يعطي دلالات عدة، أولها أنها تتزامن مع نهاية عام 2022، وهو عام مفصلي في رسم العلاقات الدولية والاقتصادية وحتى الاجتماعية والبيئية، يحتاج إلى كثير من الوقت لنتأمل فيه حتى نستطيع أن نتعلم من دروسه في كيفية صياغة مستقبل قائم على التعايش والتفاهم والتعاون وليس فقط مجرد الحديث عن قبول الآخر أو الثقافات الأخرى، بل بالعكس التعاون معه بأفضل السبل بما يخدم مصالحنا جميعاً ويحفظ أمننا واستقرار شعوبنا.

وأضاف: لهذا نرى تعاونا ودعما كبيرا من كافة الأصعدة في المنطقة العربية، فالإمارات على سبيل المثال هي طرف فاعل في مبادرة "حزام واحد-طريق واحد"، وقد وصفها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالمبادرة التنموية والحضارية الرائدة، مؤكداً أن "موقع الإمارات الاستراتيجي، وبنيتها التحتية العصرية، وقدراتها اللوجستية المتطورة، وعلاقاتها التجارية المتنوعة والواسعة مع مختلف دول العالم، بما فيها الصين، ودورها المسؤول في سوق الطاقة العالمي، يجعلها طرفاً فاعلاً في المبادرة ومحطة أساسية من محطاتها"، وهذا ما يؤكد قوة العلاقة بين البلدين التي تمتد جذورها لأكثر من نصف قرن قبل أن تترسخ دبلوماسيا لأكثر من 38 عاما.

وواصل: ما يهمني هنا وما أود التأكيد عليه هو لماذا الإلحاح على "استراتيجية المفاضلة الكاذبة"؟ لماذا باتت الكثير من دوائر صنع القرار في العالم الغربي لا تفكر خارج إطار هذه الاستراتيجية، معي أم ضدي؟ تتحالف معي أم تتحالف ضدي.. عدو أم صديق؟ وبعد أن تغلغلت هذه الاستراتيجية وهذه الثقافة في الغرب كان من الطبيعي أن يصدر التصريح الصادم من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الذي فجّر جدلاً خلال هذا العام بقوله إن "أوروبا حديقة وبقية العالم أدغال".

وأكمل: هنا تحديداً يأتي دورنا كإعلاميين وصحفيين ومفكرين ومراكز فكر، في أن نسعى بكل قوة وبكل جهد لأن نُخرج العالم من قمم استراتيجية المفاضلة الكاذبة إلى أفق التعاون الأرحب القائم على الفهم المشترك لخصوصية كل طرف، ولنتعاون جميعاً على تحقيق مصالح شعوبنا بما يخدم مصلحة الإنسانية، وأود في هذا السياق أن ألفت النظر إلى خطوة استباقية في الوطن العربي.

 

314408969_10228267262363660_9024341901045882292_n
314408969_10228267262363660_9024341901045882292_n
0ebda8e4-321c-4250-baa1-d4269044e6ae
0ebda8e4-321c-4250-baa1-d4269044e6ae
e6ab09c4-f203-47f4-aa1b-220532e1f2e1
e6ab09c4-f203-47f4-aa1b-220532e1f2e1
e4e60a31-1813-4591-ad5e-832138b83f9a
e4e60a31-1813-4591-ad5e-832138b83f9a
9dd9e329-65df-4673-bbe3-1634c091e414
9dd9e329-65df-4673-bbe3-1634c091e414
176-100108-arabic-chinese-relations_700x400
176-100108-arabic-chinese-relations_700x400
176-100109-arabic-chinese-relations-2
176-100109-arabic-chinese-relations-2