قال مرصد الأزهر، في تقرير له، إن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة تعد سلاحا ذو حدين، لأنها بخلاف دورها في الارتقاء بالمستويات التعليمية والثقافية وغيرها، تنطوي على جوانب سلبية جعلتها أرضًا خصبة لكل من يريد التلاعب بعقول الآخرين نظرًا لسهولة استخدام هذه الوسائل وسرعة وصولها، واتساع نطاق تأثيرها.
لذا يسلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في أحدث تقاريره الصادرة بعنوان "تزييف الوعي عبر شبكات التواصل الاجتماعي.. عوامل التصدي وآليات المواجهة" الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي وتحديدًا في "تزييف الوعي"، بالارتكاز على: ملامح تزييف الوعي، ورصد أسبابه، والوقوف على انعكاساته على المجتمع.
ويؤكد المرصد في تقريره على أن إحدى آليات مواجهة تزييف الوعي يرتكز على صناعة الوعي وتطويره، لكونه الضامن لحماية المجتمع وتقوية مناعته، ضد ظاهرة الشائعات ونشر المعلومات المغلوطة. كما ينبغي في أثناء القيام بذلك مراعاة اختلاف المستويات الفكرية في خطط صناعة الوعي، وأيضًا مراعاة استخدام اللغة التي يتم التعامل بها على وسائل التواصل، مع الأخذ في الاعتبار أن قوى الشر تدرك أن الأطفال والشباب هم العقل الأسهل والأسرع في الاستقطاب، وهو ما يتطلب توافر جملة من الآليات، مثل: تفعيل دور الأسرة، والمؤسسات التعليمية، وإدارة المساجد، ودُور العبادة، والمراكز الثقافية، في ترسيخ مبادئ المواطنة ورُوح الولاء والانتماء للوطن، والتحذير من مخاطر محاولات النيل منه عبر تزييف وعي أفراده.
هذا إلى جانب مضاعفة جهود وسائل الإعلام في التوعية، وخصوصًا في مجال الفنون والآداب، والتي يُعوَّل عليها كثيرًا في صناعة الوعي. مع ضرورة تكاتف المؤسسات الثقافية والإعلامية المعنية من أجل صناعة وعي سليم لدى المواطن، قائم على الحقائق الصادقة، والمعلومات الصحيحة.