الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بائع للحلويات بدرجة طبيب.. شاب سوري يدرس الطب نهارًا ويبيع الكنافة ليلًا

الشاب السوري
الشاب السوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يرتدي البالطو الأبيض حاملًا بين يديه الكتب الخاصة بدراسته كونه طالبًا في كلية طب الأسنان، يذاكر ليل ونهار من أجل تحقيق أعلى الدرجات، وبمجرد انتهائه من محاضراته، لا ينزع «محمد» البالطو الأبيض بل يستخدمه أثناء بيعه للحلويات الشرقية، فهو لا يعرف المستحيل ولا يريد أن يمد يديه لأحد، ليلقبه أهالي منطقة العتبة بـ«دكتور الكنافة».
يحكي محمد طارق البالغ من العمر 26 عامًا، أنه سوري الجنسية وكانت أسرته تعمل في بيع الحلويات في بلده، ومنذ 10 أعوام  سافر مع أسرته إلى مصر كي يبدأ رحلة كفاح جديدة، إذ لم يجد الطالب بكلية الطب سوى المهنة التي يعرفها عن ظهر قلب كي تكون مصدر الرزق الذي ينفق به على أسرته.
ويقف طارق بالبالطو الأبيض مع أشقائه على عربة صغيرة لبيع الحلويات الشرقية، لا يعبأ بنظرات الناس التي تنم عن الدهشة كونه طالب طب في كلية الأسنان ويعمل بائعًا في الشارع، ليطلقوا عليه لقب دكتور الكنافة: «كل يوم بقف بالبالطو وأبيع الحلويات، بلاقي الناس مستغربة وده جه في مصلحتي، مينفعش أمد إيدي لحد أنا بشتغل بحلال ربنا».
تتميز حلويات «محمد» عن غيره بجودتها العالية، فيصنيعها بنفسه بمساعدة أسرته، باستخدام السمنة البلدي التي تضيف مذاقًا رائعًا، بخلاف التنوع الكبير في أصناف الكنافة فمنها كورنيه شوكولاتة وعش الملك وعش البلبل، وسعر الكيلو موحد من أي نوع ويبدأ من 100 جنيه لـ120 جنيهًا حسب أسعار الخامات: « إخواتي البنات بيساعدونا كتصنيع وإحنا الشباب مهمتنا البيع».
تعلم «محمد» الحلويات من والدته في سوريا، إلا أنهم قرروا المجيء إلى مصر منذ 10 سنوات، ليبدأ العمل في مشروعه بعد عامين من الاستقرار، وفقًا له: «أنا سوري الأصل وكنا شغالين حلوانية هناك ولما جينا هنا ملقتش شغل، عشان كده كملت في الحلويات والحمد لله الإقبال عليها كويس جدًا».
يعمل «محمد» ليلًا ونهارًا مع أشقائه لتوفير نفقات المعيشة، حسب كلامه: «نفسنا نبقى مع بعض على طول ويبقى عندنا محل حلويات كبير، وهحقق حلمي إن شاء الله إني أتخرج من الكلية وفي نفس أكون صاحب محل حلويات».