رغم التراجع الكبير في سياسات النظام الإيراني والتي أسفرت عن قرار النظام بحل شرطة الأخلاق، والتي تسببت في مقتل مهسا أميني واندلعت بسببها الاحتجاجات على مدار الشهرين الماضيين، بالإضافة إلى مراجعة قوانين إلزامية الحجاب، إلا أن تلك القرارات لم تسفر عن إنهاء حدة التظاهرات والاحتجاجات، حيث أعلن مواطنون عن الدخول في إضراب مفتوح في إطار الغضب الشعبي.
وأعلن مواطنون إيرانيون وتجار عن البدء في إضراب مفتوح وإغلاق المتاجر والمحال في عدد من المدن الإيرانية، رفضًا لكل القرارات التي يتخذها النظام الإيراني مؤخرًا، والتي رأى المحتجون أنها لا تلبي طموحاتهم، بعد ارتفاع سقف المطالب للمتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط النظام بشكل كامل.
يضاف إلى ذلك ما أعلنه عمال بشركة خزانات البتروكيماويات في إيران، والذين يقدر عددهم بـ 500 عامل، بدخولهم في إضراب مفتوح عن العمل، بالتوازي مع الإضراب الذي أعلنه طلاب الجامعات المختلفة، والذين ينددون بقمع قوات الأمن الإيراني للتظاهرات التي استمرت على مدار الشهرين الماضيين.
يأتي ذلك فيما تتواصل حركة التظاهرات والاحتجاجات في المدن والشوارع الإيرانية، ومن أبرزها العاصمة الإيرانية طهران ومحافظة فارس، ومشهد وخراسان، حيث رفع المحتجون لافتات كتبوا عليها "يسقط النظام" و"الموت للديكتاتور".
وبالرغم من قرار حل شرطة الأخلاق إلا أن ذلك القرار لم يرضي المواطنين الإيرانيين، الذين قللوا من أهميته واعتبروه مناورة من النظام الإيراني، في ظل لجوء النظام إلى استخدام نفس الأشخاص الذين كانوا أعضاء في شرطة الأخلاق ضمن قوات الباسيج التي تعمل هي الأخرى على قمع المحتجين، وبالتالي ينتفي الغرض الذي استند عليه قرار الحل.