أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، اليوم الثلاثاء، أن الحلف متواجد ويقظ ومستعد للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء.. مشيرا إلى أن الناتو والحلفاء ليسوا جزءًا من الصراع في أوكرانيا، ولكن بطريقة لم يسبق لها مثيل، سيقدم الناتو الدعم لأوكرانيا، لأنها دولة لها الحق في الدفاع عن نفسها، وعلى النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة أنباء (آجي برس) الوطنية الرومانية عن ستولتنبرج قوله - خلال كلمته في منتدى آسبن - جي إم إف بوخارست -:" يجتمع وزراء خارجية دول الناتو في بوخارست اليوم، بينما تدور حرب روسيا ضد أوكرانيا على الحدود مع رومانيا وتقوض النظام الدولي القائم على القواعد، إنها لحظة حاسمة لأمننا ونحن نرسل رسالة مهمة وهي أن الناتو هنا، ويقظ ومستعد للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء."
وأضاف ستولتنبرج "أن حرب روسيا على أوكرانيا عدوانية وبرتبة عسكرية، نرى موجات من الهجمات الصاروخية تُطلق عمدًا على المدنيين والبنية التحتية المدنية، والتي أحدثت ضررا بالمنازل والمستشفيات وشبكات الكهرباء."
وتابع قائلا " هناك لحظات معقدة للجميع، ولكن بالنسبة لأوكرانيا، فإن ما يحدث هو أمر "فظيع"، وهناك لحظات معقدة بالنسبة لنا في أوروبا أيضًا وفي دول أخرى في العالم، ندفع جميعًا ثمن حرب روسيا ضد أوكرانيا، لكن تكلفتنا مالية، بينما يدفع الأوكرانيون الدم، وإذا سمحنا لروسيا الفوز، فسوف ندفع جميعًا ثمنًا أعلى بكثير في الأعوام المقبلة، لأن القادة الروس سيدركون بعد ذلك أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم باستخدام القوة الغاشمة، لذلك سيتم تشجيعهم على استخدام المزيد من القوة في أوقات أخرى، وهذا سيجعل العالم أكثر خطورة ويجعل الجميع أكثر عرضة للخطر".
وأوضح أن وزراء خارجية دول "الناتو" الذين سيقابلون نظراءهم من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا والبوسنة والهرسك سيبحثون أهمية توثيق الشراكة وسيتطرقون إلى التحديات التي سنواجهها، لافتا إلى أنه سيتم العمل على حماية استقلالهم والدفاع عن أنفسهم إضافة إلى تسليحهم للدفاع عن بلدانهم بشكل أفضل.
ولفت ستولتنبرج إلى "أن اجتماع وزراء خارجية "الناتو" سيتناول أيضا التحديات التي تمثلها الصين التي تعمل على تحديث جيشها، فالحرب الأوكرانية أظهرت مدى الاعتماد الخطير على الغاز الروسي وهو ما يدفع إلى تقييم الاعتماد على دول أخرى".
وقال "نحن بالطبع سنستمر في التجارة والتبادلات الأخرى مع الصين، ولكن علينا أن نقيم مدى الاعتماد عليها مع إدارة المخاطر قدر الإمكان"، مشيرا إلى أنه يجب تعزيز قدرات دول الحلف لأن الناتو هو عمود الأساس لحماية أوروبا"، لافتا إلى استمرار كل من أوروبا والولايات المتحدة بالدفاع عن الحرية والديمقراطية.
ووصل الأمين العام ينس ستولتبرج رومانيا أمس الاثنين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام لترؤس اجتماع وزراء خارجية الناتو، الذي يعقد يومي الثلاثاء والأربعاء في قصر البرلمان.
وتشهد رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والواقعة في الصفوف الأمامية للمواجهة على الحدود مع أوكرانيا، حركة عسكرية متسارعة، إذ يكثف "الناتو" مهامه هناك بينما يجرى العمل على تطوير قدرات الجيش.
ومنذ مطلع مارس الماضي، وصل نحو ألف جندي أمريكي لتعزيز القوات الموجودة في بلدة ميخائيل كوجالنيسيانو على سواحل البحر الأسود الاستراتيجي، بينما وصل آخرون إلى تشينكو في وسط البلاد.
وكان الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس قد أكد أن الناتو لا يعتزم الدخول في حرب مع روسيا بسبب أحداث أوكرانيا، لكنه يعول على وقف التصعيد من الجانبين.
ويأتي هذا من تداعيات إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من يوم 24 فبراير الماضي القيام بعملية خاصة في أوكرانيا بسبب دونباس حيث تحولت فيما بعد إلى نزاع عسكري بين الطرفين وفرض عقوبات على روسيا لوقف الحرب.