أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وفرنسا عن دعمها للقمة الدولية الأولى لتنفيذ برنامج الحبوب من أوكرانيا الذي أطلقته كييف وافتتحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت، بمشاركة ما يقرب من 30 دولة ومنظمة دولية، بهدف مساعدة الدول التي تعاني من الجوع.
وجاء على الموقع الرسمي للرئاسة الأوكرانية أن القمة الدولية انعقدت حول الأمن الغذائي في كييف، والتي انطلقت من برنامج "الحبوب من أوكرانيا" الإنساني الذي بدأه الرئيس الأوكرانية.
وذكر الموقع أن هذا البرنامج يوفر شراء المواد الغذائية من المنتجين الأوكرانيين من قبل الشركاء وإرسالها إلى بلدان في إفريقيا وآسيا التي على وشك المجاعة. ما سيمكن من تنظيم الدعم الدولي للزراعة الأوكرانية، وحماية المناطق المزروعة، ودعم الإنتاج، وتعزيز سلاسل التوريد، والعثور على عملاء دوليين يمكنهم ضمان شراء المواد الغذائية الأوكرانية.
وحضر المؤتمر ممثلون من ما يقرب من 30 دولة ومنظمة دولية القمة مباشرة وعبر الإنترنت. وأدار الحدث أندريه يرماك، رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، ورئيس مجموعة العمل لإعداد مقترحات لتقديم المساعدة إلى البلدان التي تعاني من أزمة غذائية حادة.
وأكد زيلينسكي في خطابه الافتتاحي أن أوكرانيا كانت تقليديا واحدة من أكبر مصدري المواد الغذائية في العالم، مشيرا إلى أن هدف المؤتمر هو "هدف طموح ومحدد - لإنقاذ ما لا يقل عن 5 ملايين شخص من الجوع. وفي هذا الصدد، اتخذت أوكرانيا بالفعل الخطوات الأولى - أرسلت أولى السفن في منتصف نوفمبر- تحمل 27 ألف طن من القمح لإثيوبيا. وسفينة أخرى يتم تحميلها اليوم. وهذا 30 طن أخرى من القمح للأشخاص في إثيوبيا. وتذهب ثلاث سفن أخرى حاليا إلى موانئ أوكرانيا للتحميل. وستقوم بتسليم أكثر من 80 ألف طن من القمح إلى البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها".
وقال إنه من المقرر إرسال 60 سفينة على الأقل من الموانئ الأوكرانية بحلول نهاية الربيع المقبل في إطار برنامج الحبوب من أوكرانيا.
وقال رئيس أوكرانيا إنه في يوم إطلاقه، انضمت 20 دولة إلى برنامج -الحبوب من أوكرانيا- ودعا الدول الأخرى والشركات المسؤولة اجتماعيا للانضمام إلى هذا البرنامج.
ومن جانباها أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في رسالة بالفيديو للرئيس الأوكراني، دعمها الكامل لمبادرة حبوب من أوكرانيا. ووفقا لها، يعد هذا مساهمة كبيرة في ضمان الأمن الغذائي في العالم وإظهار التضامن مع أولئك الذين يحتاجون إلى مثل هذه المساعدة. إن استمرار مبادرة حبوب البحر الأسود مهم أيضا.
وقالت فون دير لاين: "هذا يرسل إشارة قوية للغاية إلى العالم بأسره بأننا لن نترك شركائنا دون مساعدة".
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن العملية الروسية ضد أوكرانيا زعزعت استقرار سلاسل التوريد وتهدد العالم بأزمة غذائية.
ورحب ماكرون بمبادرة زيلينسكي، والتي، في رأيه، تعكس شجاعة الشعب الأوكراني. أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده تقدم أموالا لمساعدة برنامج الغذاء العالمي لتسليم 25 ألف طن من القمح من أوكرانيا إلى الصومال، فضلًا عن تمويل إضافي لنقل وتوزيع الحبوب الأوركرانية إلى اليمن والسودان.
وقالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في رسالة بالفيديو، إن أوكرانيا، في مواجهة العملية الروسية اليوم، تثبت أنها لا تزال دولة سخية.
وقالت باور "الولايات المتحدة تتشرف بلعب دور في مبادرة الرئيس زيلينسكي التي تبلغ قيمتها 20 مليون دولار لتوصيل الحبوب لمن هم في أمس الحاجة إليها خلال أسوأ أزمة غذاء شهدها العالم منذ أجيال".
وشكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رئيس أوكرانيا والشعب الأوكراني على دورهما في مبادرة حبوب البحر الأسود، والتي ستسهم في التصدير الآمن للمنتجات الغذائية.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج "إنني أؤيد بشدة جهود أوكرانيا والمجتمع الدولي للحفاظ على الإمدادات عبر البحر الأسود. هذا أمر بالغ الأهمية".
