تحولت سوريا خلال سنوات النزاع إلى مختبر للطائرات المسيرة لدول ومجموعات مسلحة منوعة، إذ سمح لدول ومجموعات مسلحة غير الحكومية باختبار أنواع جديدة من تلك الطائرات.
ومنذ اندلاع الحرب في الداخل السوري عام ٢٠١١، باتت البلاد مختبرًا للطائرات المتنوعة لدول ومجموعات مسلحة متنوعة خلال النزاع الدائر هناك.
وخلال تقرير صادر عن منظمة «باكس» الهولندية لبناء السلام، أكدت أن الدول التي تدخلت في الشأن السوري وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، استخدمت نحو ٣٩ نوعًا مختلفًا من المُسيرات خلال النزاع المستمر منذ عام ٢٠١١.
وشكلت سوريا، وفق المنظمة الهولندية، مختبرًا سمح للدول والمجموعات المسلحة غير الحكومية باختبار أنواع جديدة من المسيرات، ودرست كيف يمكن لاستخدامها أن يحسن التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية.
وخلال العقد الأخير أظهرت الطائرات المسيرة المطورة في الأجواء السورية كيف مرت الجهات العسكرية المتعددة بمرحلة تعلم، وكيف عززت معرفتها من ناحية التصميم والإنتاج.
وتعول القوات التركية في شمال سوريا بشكل كبير على الطائرات المسيرة التي لعبت دورًا في عملياتها العسكرية التي شنتها منذ عام ٢٠١٦ وتمكنت عبرها من السيطرة على مناطق حدودية.
وأورد تقرير منظمة «باكس» الهولندية أن المسيرات التركية شنت أكثر من ٦٠ غارة ضد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بين يناير وسبتمبر من العام الحالي ٢٠٢٢، وأن طائرة «بيرقدار تي بي ٢» من أكثر المسيرات الحربية التركية شهرة، وقامت بدور أساس في نزاعات ليبيا وناجورني قره باغ وإثيوبيا، وأخيرا في أوكرانيا.
وبعد سوريا تستخدم الطائرات المسيرة المتفجرة، الإيرانية والروسية والأمريكية، على نطاق واسع في أوكرانيا بعد الحرب الروسية عليها منذ فبراير الماضي.
وأثبتت الحرب أنها أفضل مختبر للطائرات الروسية من دون طيار، وقد سمحت لموسكو أن تقيم مسيّرات حلفائها وأن تختبر مسيراتها المقاتلة وأسلحتها، وفق التقرير الذي أشار إلى دور مهم لعبته المسيرات الروسية في تغيير مسار الحرب لمصلحة قوات النظام السوري.
وقدمت إيران طائرات مُسيرة لحلفائها من الفصائل العراقية الموجودة أيضًا في سوريا وخصوصًا شرق البلاد، كما لـ«حزب الله» اللبناني الذي يملك قدرات متطورة في سلاح المسيرات، إلا أن مشاركته في القتال في سوريا عززت خبراته في هذا المجال.
وحولت مجموعات إرهابية في الداخل السوري بينها «داعش» وهيئة تحرير الشام مسيرات تجارية إلى سلاح حربي.