انتهت منذ قليل فاعليات الجلسة الثانية من اليوم الثاني من الدورة الخامسة لقمة قادة التنمية "فينجر برينت" تحت عنوان: "الفرص الاستثمارية في القطاع البيئي في ضوء توصيات COP 27.. التحديات وسبل التغلب عليها".
أدار الجلسة الدكتور حسين أباظة عضو لجنة المشروعات الخضراء ومستشار وزارة البيئة للاستدامة.
قال الدكتور أحمد حزين أستاذ مساعد بهندسة القاهرة، إنه في آخر 10 سنوات في الشرق الأوسط ، شاهدنا تحول كبير ناحية الاقتصاد الأخضر لأسباب لا يتعلق معظمها بالبيئة، وإنما في أغلبها بسبب الشح المائي، وخلال آخر 5 سنوات ظهرت العديد من المشروعات الناشئة في هذا المجال، إذ توجد 120 شركة بدأت باستثمارات 120 مليون جنيه ووصلت إلى 20 مليار جنيه وتدفع للدولة ضرائب بـ300 مليون جنيه.
وأوضح أن أكثر ما يساعد عمل تلك الشركات ما يعرف باسم الطلب، فمصر من أكبر دول العالم في الزيادة السكانية، فلا توجد العديد من الشركات القادرة على العمل في إعادة التدوير مثلا والمنافسة فيه، فالاستثمار الأخضر قائم بالفعل ويحقق نجاحات كبيرة.
وعن التحديات، قال إن هناك الكثير منها، أهمها التحديات الإجرائية كالحصول على الأرض الذي يصبح عملية معقدة لأن معظم تلك النشاطات جديدة وغير معروفة، كما أن تلك الاستثمارات لا يمكن تمويلها من جهة واحدة وتحتاج إلى تمويل مختلط ومرن، لذا يجب أن تنشأ صناديق تمويل خاص، كما أن توافر المعلومات وإتاحة البيانات كذلك أحد التحديات المهمة.
من جهته، قال سامح سامي مستثمر مصري سويدي،و احد المشاركين في الجلسة، في السويد يعيدون تدوير كل شيء، ولا عيب في استقاء التجارب الناجحة من الخارج، مضيفا أنه بالاشتراك مع الحكومة بدأوا مشروع في مقلب "الوفاء والأمل" للنفايات المتاخم لمدينة نصر والتجمع الخامس، لإعادة التدوير.
وتابع: أن أكبر تحدي قابله هو عدم توافر المعلومات إلا أنهم تغلبوا على الأمر، وأخرجوا 40 مليون متر مكعب مخلفات من المنطقة، على مساحة 365 فدانا على محور المشير طنطاوي، مشيرا إلى تقسيم المنطقة إلى 5 مناطق، في كل منها 40 مليون طن مخلفات.
وواصل، أن المشروع له أثر بيئي، فقليل الانبعاثات مهم للبيئة والصحة، وأثر اقتصادي في توفير مساحة الأرض، فضلا عن تجنب المشكلات الاجتماعية المحتملة، فوجود مقلب قمامة كبير في المنطقة طارد للسكان.
في نفس السياق، قال محمود جلال إن مصر دولة غير منتجة للفحم ونستورده من الخارج، ونحتاج 10 ملايين طن فحم بتكلفة 2 مليار دولار سنويا لاستيراده، فضلا عن حجم المخلفات الكبيرة الناتجة عنه، لذلك كان الاتجاه للطاقة الحيوية الحل الأمثل للمشكلة، لافتا إلى أنه تواجههم تحديات كبيرة مثل التمويل.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأخضر فرصة كبيرة لتوفير فرص عمل وعملة دولارية صعبة وتقليل الاستيراد، والاعتماد على المخلفات لإعادة تدويرها وإنتاجها في صورة منتجات أخرى.
من جهتها، قالت شدى الجندي ، احدي المشاركات في الجلسة إن توجه الشركات للعمل في أنظمة الطاقة الشمسية واستخدامها في الزراعة، وأن أنظمة الرأي كانت أحد المعوقات الكبيرة التي تقابلهم، فبحثوا عن حل آخر لتوفير المياه والطاقة ويقلل استخدام الأسمدة والمبيدات، حتى توصلوا لحل استخدام الطاقة الشمسية يقلل استخدام المياه بنسبة 50%، وكذلك تقليل المبيدات والأسمدة، ويعطي إنتاجية من 20 إلى 25% في الفدان.
وأشارت إلى أن أحد المعوقات كذلك، كانت استخدام المزارعين للأعمدة الخشبية، لذلك اتجهوا لإنشاء أول مصنع للأعمدة الخرسانية الجاهزة التي يصل عمرها الافتراضي إلى 80 عاما.