صدق أو لا تصدق.. الإخوان المنافقون هم أول من سبح بحمد السيسي!!.. وهم أكثر من أشاد بعظمته ووطنيته !!.. وهم أكثر من تغنوا بسمو أخلاقه وتدينه الشديد وخوفه من الله... إلخ !!
كيف كان ذلك؟ يقول الكاتب والباحث فى شئون الإسلام السياسى محمود حسنى رضوان:
فى 12 أغسطس 2012 فوجئ المصريون بتحقيق طويل بعنوان "الفريق عبدالفتاح السيسي وزير دفاع بنكهة الثورة" منشور على الموقع الإلكترونى للحرية والعدالة (حزب الإخوان الكذابين)!!.. وفى هذا التحقيق أسبغ الإخوان علي السيسي أروع الصفات ورفعوه إلى أعلى عليين وكأن جميع الفضائل الإنسانية كلها قد اجتمعت في شخصه !!.. جاء ذلك بعد ساعات قليلة من قرار محمد مرسي بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول، وتعيينه وزيرا للدفاع.. وكان غرض الجماعة من هذا تسويق السيسي لأعضائها، وتقديمه لهم فى صورة مثالية خالية من أى نقيصة أقرب إلى أولياء الله الصالحين !!..
ركز تقرير الحرية والعدالة بشكل أساسي على السلوك الشخصى للسيسي وخاصة مظاهر تدينه، فهو كما وصفوه مواظب على الصلاة، ويقرأ القرآن ويقيم الليل ويمارس الرياضة.. وقالوا إنه قبل السيسي كان ممنوعا أداء الصلاة أثناء التدريبات العسكرية، ولكن السيسي ألغى هذا القرار وغير مسار الجيش !!.. وحتى زوجة السيسي نالها أيضا نصيبا من مديح الإخوان، فقالوا عنها إنها شديدة التدين، وبالغوا في ذلك إلى حد أن جماعة الكذابين زعموا أنها منتقبة، بينما هى محجبة فقط !!.. وحتى زوجة خيرت الشاطر دخلت أيضا على الخط وقالت: "كان زوجى يقول عن السيسي إنه إنسان ملتزم وصوام ويقيم الليل"!!
وهكذا أقنعت الجماعة أتباعها بأن تدين السيسي وتقواه وزهده وسمو أخلاقه وسلوكه الشخصى كان هو الباب الملكى لاختياره وزيرا للدفاع !!
وبالإضافة لهذه المزايا الشخصية للسيسي، فقد أضافت الجماعة له مزايا أخرى عديدة.. فهو مثلا أصغر أعضاء المجلس العسكري سنا (كان سنه فى ذلك الوقت 58 عاما)، وأن مواقفه تختلف عن باقى رفاقه فى المجلس العسكرى.. فمثلا قالوا إن له تصريحات هاجم فيها التعامل العنيف مع المتظاهرين بعد 25 يناير، وأنه طالب بتغيير ثقافة تعامل قوات الأمن مع المواطنين، وحماية المعتقلين من التعذيب والمعاملة السيئة.. وقالوا إن مبارك عين السيسي مديرا للمخابرات الحربية بترشيح من المشير طنطاوى، ولكن لم يكن هناك تعامل مباشر بين السيسي مبارك، وقالوا إن السيسي له رأى سيئ جدًا فى مبارك، وأنه كان رافضا تمامًا لفكرة التوريث، وأنه كانت هناك خطة من الجيش لمواجهة سيناريو التوريث، وأن السيسي لم يكن بعيدا عن هذه الخطة !!
ودخل على الخط الجماعات الدينية المؤيدة للإخوان، فباركوا قرار محمد مرسي، ووصفوا السيسي بأنه دماء إسلامية طاهرة تم ضخها للجيش !!، وأصدر صفوت عبدالغنى رئيس حزب البناء والتنمية السلفى المؤيد للإخوان بيانا قال فيه: "إن السيسي بحنكته وبما يمثله من قيم إسلامية صحيحة سوف يغير اتجاه الجيش نحو الطريق الصحيح"!!
ولم يكن الترحيب بالسيسي قاصرا فقط على المواقع الرسمية للإخوان، والأحزاب الدينية الموالية لهم، بل سرعان ما انتقلت الأفراح إلى قواعد الجماعة على السوشيال ميديا، وبدأت آلاف الصفحات الإخبارية تهلل وتكبر وتزف لنا البشرى باختيار السيسي وزيرا للدفاع وتعد الشعب المصرى بمستقبل مشرق !!.. ومن أعجب التغريدات تغريدة غريبة لأحد الخرفان وجهها لمحمد مرسي قائلا له: "إن خير من وليت القوى الأمين"!!.. والكارثة أن هذا الذى كتب تلك التغريدة قد أخذ الآية القرآنية رقم 26 من سورة القصص والتى نصها "إن خير من استأجرت القوى الأمين" ولكنه عدل وبدل فيها على هواه وحذف كلمة "استأجرت" ووضع بدلا منها كلمة "وليت" وذلك حتى ينطبق المعنى على السيسي !!
وقد تسبب هذا المديح الشديد للسيسي، فى إثارة الريبة والشكوك عند مختلف القوى السياسية بشأن حقيقة العلاقة بين الإخوان والسيسي.. وقد سرت شائعة قوية بين المصريين تقول إن السيسي إخوانى متنكر وأنه أحد الخلايا الإخوانية النائمة !!
ولكن بعيدا عن المبررات التى ذكرتها الجماعة لاختيار السيسي فإن أهدافهم الحقيقية كانت كالتالى:
(1) أراد الإخوان أن يكون منصب وزير الدفاع بمثابة رشوة تقدمها الجماعة للسيسي لشراء ولائه واستمالته لجانبهم، وذلك حتى تضمن الجماعة مساندة الجيش لها لإحكام قبضتها على مفاصل الدولة من أجل تنفيذ مخطط أخونة مصر.. وقد ظن الإخوان أنهم قد نجحوا بالفعل فى شراء السيسي !!، ولكن الحوادث أثبتت غباء الإخوان..
(2) الهدف الثانى للإخوان كان إحداث وقيعة بين السيسى والمشير طنطاوى، حيث إن العلاقة بينهما كانت وطيدة للغاية وأن تعيين السيسي مكان طنطاوى سوف يدق إسفينا بينهما ويسبب قلاقل داخل الجيش، ولكن خابت آمال الإخوان..
ثم لم تمض إلا فترة قصيرة جدًا حتى وجدنا نفس هؤلاء الخرفان الذين رفعوا السيسي إلى أعلى عليين قد نزلوا به فجأة إلى أسفل سافلين !!!!
فعلًا اللى اختشوا ماتوا !!
آراء حرة
نفاق إخوان الشيطان
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق