أدي سقوط صاروخ في الأراضي البولندية مؤخرا إلي حالة من الهلع من نشوب حرب عالمية ثالثة، حيث كانت هناك تكهنات في بداية الأمر بأن روسيا هي التي أطلقت الصاروخ علي بولندا التي هي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو الأمر الذي يستدعي تنشيط المادة 5 من معاهدة الناتو والتي تنص على أن أي هجوم على عضو في الناتو في أوروبا أو أمريكا الشمالية سيعد هجوما ضد جميع الدول الأعضاء في الحلف، مما قد يؤدي إلي تحرك الناتو عسكريا ضد روسيا ويزيد من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة.
إلا أن روسيا أكدت عقب الحادث مباشرة من خلال نائب مجلس دوما الروسي ميخائيل شيريميت، أن القوات الأوكرانية قد تكون متورطة في الانفجار الذي وقع شرق بولندا، من أجل جر الناتو إلى مواجهة روسيا.
وأوضح شيريميت: "تمتلك روسيا أسلحة فائقة الدقة ويتم استبعاد أي استهداف لأهداف على أراضي بولندا. أعتقد أننا نتعامل مع استفزاز رخيص تخطط له القوات الأوكرانية، والغرض منه هو جر الناتو رسميا إلى الصراع في أوكرانيا. يمكن تنفيذ الهجوم بصواريخ سوفيتية لا تزال في الخدمة مع القوات الأوكرانية".
كما أضاف أنه من الممكن كذلك أن تكون القوات الأوكرانية قد هاجمت الحدود مع بولندا بموافقة أجهزة المخابرات الغربية، بحيث يكون لدى الناتو رسميا سبب لإرسال قواته إلى أراضي أوكرانيا.
وعدم ثبوت تورط روسيا في الهجوم الصاروخي علي بولندا أدي إلي تفادي خطر نشوب حرب عالمية ثالثة، ولكن هذه ليست المرة الوحيدة التي يقترب منها العالم من تهديد الحرب العالمية الثالثة، حيث كانت هناك احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة علي خلفية الأزمة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي في 1991 والذي كانت روسيا تتزعمه آنذاك.
وبدأت الأزمة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا عندما وضعت الولايات المتحدة صواريخ في تركيا، لترد روسيا بوضع صواريخ في كوبا.
ولكن ما تكشفه التقارير أن الولايات المتحدة كانت تخطط فعليا لتفجير مواقع الصواريخ الكوبية، وهو ما يعني اندلاع "حرب نووية" تؤدي إلى كارثة عالمية بكل المقاييس.
ولم تنته تلك الأزمة إلا بصفقة سرية عقدها الرئيس الأمريكي جون كينيدي آنذاك مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف آنذاك، والتي سحب بموجبها القوات السوفيتية الصواريخ من كوبا، في مقابل ان تسحب أمريكا عدد من الصواريخ الاستراتيجية من قواعدها في تركيا.