ثمن عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وشخصيات سياسية بارزة، النداء الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين، في الجلسة الافتتاحية للشق الرئاسي من أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ، والتي وجه خلالها نداء إلى جميع قادة العالم بضرورة التحرك سويا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وإنهاء هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم.
وثمن البرلمانيون والسياسيون، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، المبادرة التاريخية التي أعلنها الرئيس السيسي أمام قادة العالم، والتي لقت ترحيبا محليا وإقليميا ودوليا، حيث طالبوا المجتمع الدولي بالتضامن مع المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي لإنهاء هذه الحرب.
فمن جانبها قالت وكيل مجلس الشيوخ النائبة فيبي فوزي، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، جاءت انطلاقا من شعور كبير بالمسؤولية وإيمانا بالدور الكبير الذي باتت مصر تلعبه إقليميا ودوليا، كما جاءت تأكيدا لدور مصر من خلال استضافتها لأعمال أهم مؤتمر دولي للمناخ.
وأضافت أن دعوة مصر تمثل بامتياز صوت دول الجنوب والمتحدث باسم كل الشعوب التي تضررت جراء هذه الحرب، هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن الآثار السلبية التي خلفتها الحرب على جهود مواجهة التغيرات المناخية في الطاقة، مثل العودة لاستخدام الفحم وأزمة الغذاء والديون وغيرها، تستحضر بشدة هذه الدعوة المدوية من رئيس مصر الدولة التي آلت على نفسها أن تبذل قصارى جهدها لإنجاح قمة المناخ واعتبارها القمة التي ستشكل انطلاقة حقيقية للفعل بعد أن مثلت القمم السابقة مناسبات للوعود غير المتحققة.
وثمنت وكيلة مجلس الشيوخ دعوة الرئيس السيسي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية واعتبرتها بمثابة مبادرة متكاملة الأركان للتوسط لدى الأطراف المعنية، مشيرة إلى أنه تستند على رصيد مصر بقيادة السيسي لدى أطراف الحرب وما تتمتع به من حياد وعلاقات إيجابية مع الجميع، بالإضافة إلى رؤية واضحة لمعالم السلام والاستقرار الذي يجب أن يسود العلاقات بين الدول، وبما لمصر من سابق خبرات في التعامل مع النزاعات بالحوار والتفاهم الذي يحقق مصلحة الجميع ولا يترك خاسرا في نهاية المطاف.
من جانبه قال النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجميع قادة العالم بضرورة التحرك لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، مهمة للغاية، وتأتي في توقيت حساس، حيث يعاني العالم من تداعياتها الممتدة منذ نحو 8 أشهر، داعيا إلى استثمار هذه الدعوة والانطلاق منها لتكون برنامج عمل لوقف هذه الحرب بشكل فوري.
وأضاف أبو العينين أن جميع دول العالم تعاني بشدة من هذه الحرب، وتدفع الثمن في صورة ارتفاع في الأسعار، ونقص في خامات الإنتاج، ووجود أزمة في الحبوب، وارتفاع شديد في أسعار الطاقة، إضافة إلى تأثيراتها السلبية على التنمية عالميا.
وأشاد أبو العينين بحرص الرئيس السيسي على استثمار الحدث العالمي الذي تستضيفه مصر (COP 27)، في الدعوة أمام زعماء ورؤساء دول وحكومات أكثر من 110 دول وممثلي مختلف المؤسسات الدولية، لوقف هذه الحرب.
وفي سياق متصل أعرب الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة بمجلس النواب، عن ترحيبه بكلمة الرئيس السيسي خلال فعاليات قمة المناخ، والنداء الذي أطلقه الرئيس إلى جميع قادة العالم بضرورة التحرك سويا لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية، وإنهاء هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم.
وأكد القصبي أن العالم أجمع والممثل في حضور قمة المناخ منح الرئيس أن يعبر عنهم ويمثلهم في ضرورة إنهاء تلك الحرب، والتي تدمر اقتصاديات العالم أجمع، مشيرا إلى أن ما شهدته القاعة من تصفيق حاد، دليل على أهمية كلمة الرئيس لوقف معاناة العالم، ليس فقط على مستوى المناخ بل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
من ناحيته قال النائب عصام هلال، عضو مجلس الشيوخ، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إن الاستجابة السريعة من قبل أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والعديد من رؤساء الدول لدعوة الرئيس السيسي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، يؤكد رؤية مصر الثاقبة واهتمامها بنشر السلام حول العالم.
وأشاد عضو مجلس الشيوخ، بكلمة الرئيس السيسي، ودعوته لجموع رؤساء وملوك العالم بضرورة التدخل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت في الدمار والخراب، مشيرا إلى أن الاستجابة لدعوة الرئيس أظهرت مصر بحجمها الحقيقي.
بدوره قال النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل بمجلس النواب، إن الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لاقت استحسانا وقبولا ودعما من كافة القادة والزعماء والرؤساء المشاركين، كما لاقت احتفاء كبير في كافة وسائل الإعلام الدولية بشكل يعبر عن قوة وتأثير الدولة المصرية، وقيمة رئيسها وتأثير كلمته على المستوى الدولي.
وأضاف عابد أن المشهد الذى تابعه العالم اليوم في قمة المناخ (COP 27)المنعقدة في شرم الشيخ، فاق توقعات الجميع من حيث التنظيم الذى وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالأكثر من رائع، ووجه شكرا خاص للرئيس السيسي، على حسن الاستضافة ونجاح مصر على توفير كافة الإمكانيات لإنجاح قمة المناخ بهذا الشكل المبهر، والتي تعتبر شهادة دولية على قدرة مصر على تنظيم الأحداث والفعاليات الدولية الكبرى.
من جانبه أكد المهندس هاني العسال، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية بمجلس الشيوخ، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بافتتاحية قمة المناخ نقلت صوت ومعاناة شعوب العالم في قضايا تمس مصالح كل مواطن على مستوى العالم، منها الدول النامية بشكل رئيسي وجوهري، والتى تركزت في البداية على أزمة المناخ وكيفية الانتقال للتنفيذ الحقيقي والجاد وإنهاء مرحلة الوعود.
وأشار إلى أن كلمة الرئيس السيسي تحدثت عن أزمة عالمية لها تأثيرات مباشرة وآنية على العالم كله وتهدد بتعطيل مسارات التنمية وهي الحرب الروسية الأوكرانية والتي كان لها تداعيات سلبية كبيرة على سلاسل الإمداد والغذاء والطاقة، فضلا عن تهديد أجندة العمل المناخي بعرقلة التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.
من ناحيته، أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أهمية دعوة الرئيس السيسي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أنها تأتي من دولة راعية للسلام ودولة على الحياد، أي لا تنحاز لأي طرف، ما يعطيها المصداقية والقوة، بجانب أن مصر لها تجربة في إيقاف الحرب ودولة رائدة للسلام وخير شاهد على ذلك معاهدة السلام بيننا وبين إسرائيل أشاد بها العالم.
ولفت الحلبي إلى أن تلك الدعوة، لاقت ترحيبا دوليا من زعماء العالم الحاضرين بـ(COP 27) وهو ما كان واضحا من التصفيق عدة مرات، مضيفا أن الرئيس السيسي بتلك المبادرة عبر عن إرادة العالم وليس المصريين فقط، لأن شعوب العالم لا ترغب في استمرار تلك الحرب نظرا لتاثر اقتصاد الدول الشديد بعد تأثره بجائحة كورونا، اي ان العالم غير محتمل تماما لتلك الحرب.
وأعرب اللواء هشام الحلبي عن أمله في أن تلقى تلك المبادرة المصرية- التي لاقت بالفعل ترحيبًا من عدد من قادة العالم - صدى من الأطراف الفاعلة والولايات المتحدة وأوروبا.
من جهته، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية صدرت من مدينة السلام (شرم الشيخ) بهدف تحقيق السلام، مؤكدًا ان طرحها في هذه المناسبة COP27 يعكس ويجسد رؤية وحكمة سياسية في مثل هذا التوقيت باعتبار أن الأزمة الروسية الأوكرانية لها تداعيات سلبية على المناخ وخاصة على القارة الإفريقية والشرق الأوسط، مرتبطة بالطاقة والأمن الغذائي.
وأضاف أن إفريقيا والشرق الأوسط تعانيان من تداعيات الحرب في أوكرانيا مثلما تعاني من التغيرات المناخية، فضلًا عن أن جائحة كورونا قد أثرت بشكل كبير على الاقتصاديات والحياة الاجتماعية في تلك المنطقة التي تعاني في الأساس من ديون ومعدلات النمو وأزمات اقتصادية.
وأكد السفير صلاح حليمة أن مبادرة الرئيس السيسي من أجل السلام جاءت في وقتها، معربًا عن أمله في يكون هناك استجابة قوية، خاصة أنها ستساهم في إحداث نوع من الرفاهية وتقدم في المفاوضات، كما أنها من شأنها احتواء الأزمة الروسية الأوكرانية حتى يعود الأمن واستقرار لاسيما أن تلك الحرب أحدثت دمارًا ماديًا وبشريًا وأثرت على حياة شعوب منطقة الصراع.
وتابع أن الرئيس السيسي له حكمة ورؤية سياسية من أجل تحقيق السلام، مذكرًا بزيارة وزير خارجية روسيا إلى القاهرة مؤخرا حيث طرح خلالها الرئيس ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الروسية الأوكرانية، محذرًا من خطورة حالة الاستقطاب الدولي التي أحدثتها تلك الحرب وهي ما تمثل خطورة ومخاوف من حدوث حرب عالمية ثالثة، كما أنها تعمق من معاناة الدول والشعوب خاصة في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط خاصة أنهما ليسا طرف في هذا النزاع.
من جانبه، وصف السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام العالم بـCOP27، بوقف الحرب الروسية الأوكرانية "بالمبادرة الطيبة" التي تأتي من أحد كبار زعماء "حركة عدم الانحياز"، ومصر أحد مؤسسي تلك الحركة.
وشدد على أن دعوة رئيس الجمهورية اليوم تأتي والعالم في حاجة إلى وسيط أمين يوثق فيه، لاسيما في ظل حالة عدم الثقة الحالية بين الشرق والغرب أي روسيا من ناحية وأوكرانيا ودول حلف شمال الأطلسي من ناحية أخرى.
وذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق بأن الدبلوماسية المصرية هي الأقدم بالعالم ولديها خبرة كبيرة في التفاوض وتستطيع أن تسهم في لعب دور الوسيط خاصة في ضوء ما نلاحظه من أن كلا الطرفين يريد إنهاء تلك الأزمة، منبه من خطورة اتساع تلك الحرب ولذلك لابد من وسيط أمين يحاول إنهائها.
ولفت السفير جمال بيومي إلى التصفيق الشديد للحضور عقب إعلان هذه المبادرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو ما يدل على أن هناك قبولًا عامًا ودوليًا لمثل تلك المبادرة.
بدوره، قال اللواء حمدي بخيت المحلل الاستراتيجي والعسكري عضو مجلس النواب السابق أن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) مثل فرصة هامة لطرح مبادرة الرئيس بشأن وقف الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح أنه عندما تلقى دعوة الرئيس السيسي استجابة وسط حضور ما يزيد عن 130 دولة بشرم الشيخ ممثلين على مستوى عالي، ما يؤكد حاجة المجتمع الدولي إلى تلك المبادرة أولا لإيقاف الصراع ونزيف الدم في أوكرانيا، وثانيا بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي انعكست على العالم أجمع من أزمات طاقة وغذاء لأزمات تجارة.
ونبه اللواء حمدي بخيت من أن هناك إنذارًا كبيرا من أن تدهور أو تتهور الأمور أو توضع على المحك ونسمع عن استخدام الأسلحة النووية وهو ما يصب في اختصاص مؤتمر المناخ الذي يكافح كافة أنواع التلوث الكيميائي الإشعاعي البيولوجي وغيره، مضيفا أن المبادرة في حد ذاتها تخدم قيم قمة المناخ وتستغل حضور عدد كبير من قادة العالم في هذا المحفل العالمي.