استعدادًا لبدء جولة جديدة من المؤامرات والمناورات التي لا تنتهي لجماعة الإخوان الإرهابية، جاء تأسيس "الكماليون" بوصفه تيارا ثالثا يختلف عن الجبهتين المتصارعتين، والمتمثلتين في جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير القائم بعمل المرشد، وجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة.
ويرى مراقبو المشهد أن الجماعة الإرهابية تحاول ممارسة أنواعا من الضغوط على الدولة المصرية، بحملة جديدة ممولة ومدعومة بفضائيتين جديدتين للتحريض ضد مصر، في وقت تشهد فيه البلاد قرب انعقاد مؤتمر قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ.
ونقلا عن موقع "العين الإخبارية"، فإن مهمة الجبهة الثالثة هو تنفيذ خطة مظاهرات ودسائس بالجملة لضرب استقرار مصر، حيث يعتزم الإخوان أن تكون أولى خطوات التنفيذ تتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ، المقرر في شهر نوفمبر الجاري.
ماكينة شائعات ضد مصر
حذَّرالدكتور صبرة القاسمي، المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التشدد الديني، من زيادة حدة ماكينة الشائعات التي تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية، بجبهاتها الثلاثة، بهدف استغلال الظروف الاقتصادية العالمية، فهي جماعة لا تريد لمصر الخير ولا يجوز التعاطف معهم أو تصديق أي من كلماتهم أو شعارهم، فقد خانوا الله وخانوا الوطن، ولن نسمح لهم بخيانتنا مرة أخرى.
وشدد "القاسمي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" على ضرورة الانتباه للفخ الذي تحاول أن تنصبه لنا الجماعة الإرهابية، يساعدهم في ذلك من يحاولون إعطاء الجماعة قبلة الحياة مرة أخرى عن طريق العودة والمصالحة، فهم ناقمون على الدولة المصرية والمجتمع في مصر، ناقمون على كل شيء، وعقيدتهم أن هذا الشعب لا يستحق الحياة، هذه هي عقيدتهم الآن، لذلك أي لحظة ضعف يظهرونها أو أي مطالبة بالشفقة عليهم أكذوبة للوقوع في الفخ مرة أخرى، فلا يجب أن تخدعنا هذه المظاهر لأنهم لم ولن يتغيروا ولن يتراجعوا من عقيدتهم الإرهابية ولن يكونوا مسالمين أبدا بل مازالوا يمارسون العنف بكل السبل.
وشرح الكاتب والباحث، أن كل عنصر سواء في داعش الإرهابي أو في جماعة الإخوان الإرهابية هو عنصر استخباراتي لدى التنظيم الدولي، خلال السنوات الأخيرة نعرف إخواني اسمه تامر جمال ويلقب نفسه بـ"الجوكر"، وهو إرهابي يعمل على طريقة داعش بتشجيعه لتنظيم خلايا منفردة نائمة مكونة من سبعة أشخاص، كل خلية مطالبة برصد ما يدور حولهم داخل المجتمع المصري وخاصة البيانات الخاصة بأماكن الشرطة والجيش وسياراتهم وأرقامها وعناوين منازلهم، وقد تم تدريبهم جيدا لإشعال الحرائق والكتابة على الجدران مع مراعاة تصوير كل هذا وإرساله إلى إدارة مركزية للجماعة.
وأكد "القاسمي" في الوقت نفسه أن الأجهزة الأمنية يقظة لمثل هذه المناورات التي تظهر لخلق اضطرابات، لكنها تجابه بضربات استباقية، وعلينا كشعب مساندة أجهزة الدولة وعدم الانخداع بالآراء الداعية لعودتها، وأنا حذر للغاية من ذلك تماما، وأرفض عودتها تماما، وأؤكد أنها حيلة وخديعة.
جناح محمد كمال
كانت الجبهة الثالثة التي رفعت اسم "تيار التغيير - جناح محمد كمال"، عقدت مؤتمرا للإعلان عن نفسها وعما سمته بـ"وثيقة العمل السياسي" من مقرها في تركيا.
وقال الكاتب والباحث في الجماعات الجهادية سامح عيد، إن رؤية جبهتين الأولى تعلن الجهاد والثانية تعلن الانسحاب من الصراع على السلطة مع الالتزام بالجانب الدعوي يذكرنا بما حدث بين أمير التنظيم الخاص عبدالرحمن السندي وبين مؤسس الجماعة حسن البنا الذي قال كلمته المشهورة آنذاك "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".
وأوضح "عيد" في تصريحات تليفزيونية، أن إعطاء بعض الجبهات أو الشخصيات مسافات بعيدة عن الجماعة هي عادة أصيلة في الإخوان، وذلك بهدف مع المزيد من المكاسب، وجبهة الكماليون تمت مباركتها من قيادات الإخوان منذ أعوام لإسقاط الدولة المصرية، والجماعة تستفيد عندما تفصل محمد كمال وأتباعه، لأنها تسوق لنفسها أنها تلعب دور الوسطي الكيوت، وقد فعلوها في فترة الثمانينيات والتسعينيات عندما أدانوا بعض عمليات العنف، ووصفوا المتورطين فيه بأنهم "تعجلوا قطف الثمرة".
ويطلق المراقبون اسم "الكماليون" على تيار التغيير الإخواني، وهو ما تؤيده صفحة التيار على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي تضع صورة لمؤسس الجماعة الإخوانية حسن البنا وبجواره سيد قطب المنظر الأكبر للتطرف، والرئيس الإخواني محمد مرسي، والمرشد السابق مهدى عاكف، بالإضافة للإرهابي محمد كمال مؤسس اللجان النوعية الإرهابية والمخطط لعدد كبير من العمليات ضد الجيش والشرطة، وقد نجحت قوات الأمن في تصفيته العام 2016 خلال اشتباكه مع القوة وإطلاق أعيرة نارية باتجاههم.