بدون استئذان يقتحم حياتك ويصبح ضيفا غير مرغوب فى وجوده ولكن يجب أن تتعايش معه وترضى بقضاء الله وتحاول السيطرة عليه ومواجهته حتى لا يقضى على حياتك فعندما يزور أحدا المرض اللعين "السرطان" يشعر الشخص أن الحياة قد انتهت وأن الموت قريب جدا لا محالة فيستسلم له.
ولكن قصتنا اليوم هزمت المرض وتفوقت عليه ولم تكتف بذلك فهى استطاعت أن تصبح داعمة لكل مريض وتحاول مساعدة جميع المرضى ليتم علاجهم من المرض اللعين لتثبت للجميع أن الأمل دائمًا موجود.
بطلة قصتنا هى أميرة الشاذلى أو كما يطلق عليها من حولها المحاربة القوية أميرة كانت ربة منزل فبعد أن تزوجت تركت عملها فى مجال السياحة وتفرغت لأسرتها وبيتها حتى تنعم بحياة هادئة وبسيطة.
قالت: إنها أصيبت بالمرض اللعين فى الثدى منذ أكثر من ٣ سنوات، لتنقلب حياتها رأسا على عقب وتسوء حالتها النفسية واستقرارها الأسرى وتشعر بالخوف والقلق.
وأضافت "أميرة"، أنها بداية شعرت بكتلة فى منطقة الثدى وذهبت إلى طبيب ولكنه قام بتشخيص خاطئ لها وعند زيادة الأمر ذهبت لعمل كشف مبكر على الثدى لتطمئن وكانت الصدمة بأنها فى مرحلة متأخرة وأن السرطان منتشر فى الثدى بالكامل ويجب استئصاله، ومن هنا قررت أن تكون قوية ولا تستسلم للمرض ويرجع ذلك إلى دعم عائلتها والقائمين على علاجها فقد استطاعت أن تكمل علاجها واستمرت بالمقاومة.
وقررت أن تقوم بتغيير حياتها وأن تدرس وتتعلم كيفية الدعم النفسى والهيلث كوتش لتستطيع مساعدة مرضى السرطان وخاصة بعد أن مرت بهذه التجربة وعلمت أهمية الشق النفسى فى علاج مريض السرطان.
وعن الذين قاموا بدعمها قالت: “زوجى وأولادى وماما وأخواتى أكتر ناس دعمونى ووقفوا جانبى ومسبونيش ولا لحظة ودايما كانوا بيساعدونى بحبهم واهتمامهم، وزوجى كان معايا فى كل الأوقات والفحوصات وكان مرافقا معي هو وأخواتى، حبهم ودعمهم هو اللى خلانى أقدر أهزم المرض وأكون قوية”.
وأشارت خلال حديثها لـ"البوابة نيوز"، إلى أنها استطاعت أن تسيطر على المرض وتتعافى منه فبعد صراع دام أكثر من ثلاث سنوات مع المرض وتساقط الشعر وضعف الجسد بالكامل وعدم القدرة على الحركة فى كثير من الأوقات، ولكنها لم تيأس أو تستسلم بل صمدت لتهزمه وتعود لأسرتها وحياتها مرة أخرى.
وأكدت "أميرة"، أنها تقوم بالعمل كداعمة نفسية لمن حولها من مرضى وتحاول التخفيف عنهم وتشجيعهم لمواجهة المرض وتساعدهم على حب الحياة والإقبال عليها وتتمنى لهم جميعا الشفاء، وتحاول تحقيق أحلامها فى أن تصبح كانسر كوتش، وهى دائما تحاول أن تكون مصدر طاقة إيجابية لمن حولها.
وعن أصعب اللحظات التى مرت عليها قالت: "أصعب وقت عند قرار الاستئصال فإنه ليس بالقرار السهل على أى ست أن تفقد جزءا من جسدها وخاصة هذا الجزء الحساس فهو شعور صعب لا أستطيع وصفه وأيضا فترة وضع الدرنقة فقد كنت أضع واحدة فى الثدى وواحدة أخرى فى منطقة الضهر وكان الألم لا يحتمل.
واختتمت حديثها: "الابتلاء ده غير كل حياتى وساعدنى أقرب من ربنا أكتر وأحقق أحلامى ويرجع شغفى بالحياة وخلانى نفسى أساعد كل الناس وخاصة المرضى وعرفت إنى حواليا عيلة بتحبنى وبتخاف عليا وبتدعمنى، وأسعد لحظات حياتى عندما علمت أن المسح الذرى نظيف وإنه تم شفائى من هذا المرض وهذا بفضل الله ومن ثم الدعم النفسى".