الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

زهور يحرقها الملالي.. أطفال إيران أداة السلطة لقمع المظاهرات

مظاهرات إيران
مظاهرات إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الوقت الذي تضرب فيه المظاهرات أرجاء الجمهورية الإيرانية احتجاجًا على مقتل دورية «شرطة الأخلاق الإيرانية» للفتاة الشابة «مهسا أميني» منتصف سبتمبر 2022، يزج نظام الملالي بالأطفال الفقراء خاصة الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا إلى شوارع إيران لقمع المتظاهرين وخاصة الأطفال الذين خرجوا في هذه الاحتجاجات وهتفوا ضد النظام قائلين، «يجب أن يرحل الملالي لا تفيدهم الدبابة والمدفع!»، وهو ما يعني أن هذا النظام ما زال رافضًا للدعوات التي تطلقها المنظمات المعنية بحقوق الطفل وحقوق الإنسان أيضًا، بشأن التوقف عن «استغلال الأطفال» تحت أي ظرف كان.
 استغلال الأطفال
 وتجدر الإشارة إلى أن نظام الملالي منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 وتدشين نظام الوالي الفقيه، استغل الأطفال لتجنيدهم وحثهم على ضرورة المشاركة بجانب القوات في حال اندلع أي قتال تحت ذريعة «العقيدة العسكرية» للجمهورية الإسلامية، وهذا أيضًا ما يقوم به وكلاء إيران في المنطقة، ومن أبرزهم، ميليشيا الحوثي التي ما زالت تعتمد على الأطفال كوسيلة لتعويض خسائر عناصرها في جبهات القتال، وهو ما أدى إلى فقدان اليمن للمئات من الأطفال منذ اندلاع الصراع الذي دخل عامه الثامن.

زهور الحرب

يأتي هذا في سياق، قيام عدد من الناشطين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر  صور وفيديوهات لأطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا وهم يرتدون القبعات على رؤوسهم والهراوات في أيديهم والنعال في أرجلهم في بعض شوارع طهران خاصة بعد واقعة مقتل «أميني»، وأفادوا أنه من المتوقع أن نظام الوالي الفقيه هو من دفع بهؤلاء الأطفال للنزول إلى الشوارع لقمع المتظاهرين.

وبعد نشر تلك الصور، خرجت جمعية «الإمام علي» الخيرية لتؤكد الأمر ذاته، قائلة في بيان لها: «نسمع من بعض الأطفال أن النظام  الإيراني دعا أصدقاءهم وزملاءهم إلى الشوارع لقمع أبناء وطنهم، ليس للدفاع عن الحق، بل للدفاع عن الظلم»، وبينت أنها تأكدت من صحة تلك الأخبار وأنه بالفعل النظام الحاكم استغل عددًا من الأطفال الفقراء الذين كانت تعتني بهم الجمعية في السابق؛ لقمع المتظاهرين مقابل إعطائهم عدة أكياس طعام.

تصرفات مشينة

وأفاد عدد من الإيرانيين بأن تلك التصرفات المشينة تدل على أن نظام المرشد لا يهتم سوي بتحقيق أهدافه ومصالحه حتى لو على حساب زرع بذور الكراهية في قلوب الأطفال بدلًا من السلام والصداقة، لافتة إلى أن هذه ليست المرة الأولى ولن تكن الأخيرة، فقد سبق واستخدم هذا النظام إبان اندلاع الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، الأطفال وأرسل عددًا كبيرًا منهم إلى الجبهات كجنود، وفقدوا حياتهم في الاشتباكات.

ومن جهة، أدانت الممثلة الإيرانية وسفيرة النوايا الحسنة لليونيسف «مهتاب كرامتي» في حسابها الرسمي بموقع «انستجرام» في 6 أكتوبر 2022، العنف والقمع ضد المحتجين في جميع أنحاء إيران، كاشفة عن تقديمها  لمنظمة اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) تقارير عن اعتقال وقتل وإصابة أطفال في الاحتجاجات، واستخدام المراهقين لقمع المحتجين.

انتهاكات معتادة
 وحول الانتهاكات التي يمارسها نظام الملالي بحق الأطفال، أوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن هذه ليست المرة الأولي التي يقوم فيها النظام الإيراني بمثل هذه الانتهاكات بحق الأطفال، ففي احتجاجات عام  2019 وقع نحو 23 طفلًا كضحايا يصل عمر بعضهم إلى أقل من 10 سنوات، وأثبتت التحقيقات وقتها، أن أجهزة الأمن الإيرانية هي من تعمدت قتلهم، وكالعادة رفض النظام معاقبتهم، بل وضغط على ذويهم لعدم المطالبة بحق أبنائهم وكان من المطالب دفن هؤلاء الأطفال بسرعة بحضور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ومنع الأهالي من المطالبة بتشريح أطفالهم وعدم التحدث لوسائل الإعلام ووضع قيود عليهم لعدم إحياء ذكرى هؤلاء الأطفال.

وأضاف أن ما يحدث في 2022 ليس بجديد بل على العكس هو أقل حدة مما حدث في السنوات الماضية بحق أطفال إيران على يد هذا النظام سواء استخدمهم كفاعلين، كما نشهده الآن، أو مفعولًا بهم، كما حدث في السابق، الأمر الذي يدل على أن هذا السلوك غير المفاجئ يكشف عن نظام أمني بالدرجة الأولي لا يتردد لحظة عن ممارسة كل الانتهاكات الممكنة من أجل إجهاض أي حراك يعبر عن رفضه لسياسات المرشد الأعلى.