منذ أن بدأت هيئة المواد النووية دراستها حول استكشاف وتقييم الرمال السوداء وفصل معادنها، بدءا من المستوى البحثى ووصولا إلى المستوى النصف صناعى، وانتهاء بإعداد دراسات جدوى استغلال الخام والتى روجعت وقيمت من كبريات الشركات العالمية العاملة فى هذا المجال، مما أسفر عن توافر قاعدة علمية وطنية ذات خبرة تطبيقية مميزه بهيئة المواد النووية أمكن وبكفاءه عاليه البناء عليها بالتنسيق والتعاون التام مع الشركة المصرية للرمال السوداء.
وتحت رعاية كاملة من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والمتابعة الدقيقة والدعم الكامل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ، ضمن المشروعات القومية المختلفة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يأتي “مصنع الرمال السوداء” في محافظة كفر الشيخ، حيث افتتح الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، مصنع الرمال السوداء في مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، ويعتبر إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التى تهدف الى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التى تستخدم فى العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطنى وعملية التنمية الشاملة.
النشاط التعدينى أحد أهم الدعائم الرئيسية للتنمية فى مصر
من جانبه، أكد الدكتور حامد ميرة رئيس هيئة المواد النووية لـ "البوابة نيوز"، ضرورة أن يكون النشاط التعدينى أحد أهم الدعائم الرئيسيه للتنمية فى مصر، متابعًا: أنه لولا القيادة الراهنة ما كان لهذه المشروعات أن تخرج للنور ولظلت دراسات الرمال السوداء حبيسة الأدراج ولظلت حبات هذة الرمال تلاطمها الأمواج.. كما أن هذه الرمال لا توجد في كل دول العالم بل هي محددة في بعض الدول.
وتابع أنه كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على تحقيق مبدأ "تعظيم القيمه المُضافه" للخامات المصرية وألا يقتصر العائد الاقتصادى من مشروع الرمال السوداء على إنتاج وتسويق المعادن وحسب بأن تبنى استراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص مابها من مخزون العناصر الاقتصادية والاستراتيجية والتى أصبحت اليوم محوراً لصراع الأقطاب العالمية التى تسعى جاهدة لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
واستكمل ميرة، إلى جانب ما تزخر به الرمال السوداء من عناصر التيتانيوم والزركونيوم والتى تمتلك طيفا واسعا من التطبيقات الصناعية الدقيقة تأتى العناصر الأرضية النادرة أحد المكونات الرئيسيه لمعدن المونازيت لتتصدر أجندة احتياجات الدول الصناعية الكبرى حيث تمثل هذة العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والالكترونية المتقدمة ،بالاضافة الى مجالات الذكاء الاصطناعى.
وتقدر عوائد مشروعات القيمة المضافة بما يقارب الستة مليار دولار بمشروع البرلس فقط، و فى رؤية غير مسبوقة بضرورة العمل على توطين الصناعات التكنولوجية فى مصر وعلى رأسها الرقائق الالكترونية والخلايا الكهروضوئية انطلاقا من الخامات المصرية الطبيعية.. وقد كان لهيئة المواد النووية شرف تكليفها ضمن مجموعة العمل المشاركة فى هذا الملف القومى الهام.
أما "جانب البعد الاقتصادى "، فيمثل مشروع استغلال الرمال السوداء قيمه بيئيه كونه يُعزز من خفض احتمالات التعريف الإشعاعى للبيئه الساحلية المصرية وقاطنيها فضلا عن انعدام تام للانبعاثات الكربونية، مما يمهد الطريق لإقامة المشروعات السياحية والاقتصادية بالمنطقة.
ويكمن البُعد الإجتماعى للمشروع فيما يوفره من ألاف من فرص العمل لأهالى مناطق تواجد الخام، والتى ستتضاعف مع إستكمال مُخطط تعظيم القيمة المضافة لهذة المعادن مما يُعزز من تحسين البيئه المُجتمعيه، هذا إلى جانب ما ساهم به المشروع من إعداد بنيه تحتيه من خطوط الكهرباء والمياه وتمهيد الطُرق.. بالإضافة إلى ما تم تقديمه من قبل الشركة المصرية للرمال السوداء من بعض الخدمات المجتمعية العينية بمناطق المشروع.. وهو ما يُعد تطبيقاً عملياً للمبادرة الرئاسية "مبادرة حياة كريمة.
وأشار ميرة، إلى أن الأبعاد الثلاث من مظاهر التنمية الإقتصادية والبيئية والمجتمعية لتضع مشروع الرمال السوداء فى مصاف مشروعات الإقتصاد الأخضر، فباستثناء توريد المُعدات فإن كافة الأعمال كانت بآيادى مصريه خالصه من خلال الشركه المصريه للرمال السوداء وهيئة المواد النووية بالاضافة الى الشركات الوطنية العاملة فى مراحل الانشاء حيث بلغ المكون المحلى مايزيد عن ستون بالمائة من اجمالى المشروع.
حقوق الاجيال القادمة
وأكد حرص مصر على حظوظ الأجيال القادمة، قائلا: أبشركم بأن مصر تملك احتياطيات مؤكدة هائلة تصل الى خمسة مليارات من الأطنان من الرمال السوداء الحاملة للمعادن الاقتصادية تنتشر على ساحلى البحر المتوسط والبحر الأحمر ومازالت هناك العديد من المناطق لم تنتهى أعمال تقييمها بعد ومعها ستتضاعف احتياطيات الخام وحجم الاستثمارات بما يضمن لمصرنا العزيزة والأجيال القادمه من أبنائها مردوداً إقتصادياً مُستداماً ومزيداً من الصناعات القائمه على هذه المعادن.
ويحمل مشروع الرمال السوداء على عاتقه المساهمة فى استراتيجية الدولة تجاه تنمية شمال سيناء فى ظل ما كشفت عنه دراسات كم2 فقط من امتداد الخام ويتبقى مايقرب من مائتي كم2 لم يتم تقييمها بعد مما يعنى المزيد والمزيد من احتياطيات الخام .
جدير بالذكر، أنه تم اجراء دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لاستغلال رواسب الرمال السوداء ومعادنها الاقتصادية على الساحل الشمالى بمصر والمشاركة فى تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية ، وتنمية مقدرات خام الرمال السوداء من خلال الكشف عن تواجدات جديدة على ساحل البحر المتوسط وساحل البحر الأحمر ، و المساهمة فى تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء لاستغلال الرمال السوداء بمنطقة غليون.
كما تم تأسيس شراكة بين هيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء لاستغلال خامات منطقة رشيد-ادكو، ناتج تكريك بحيرة المنزلة وناتج تطهير ميناء دمياط.