شاركت الكنيسة الكاثوليكية في مؤتمر "التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي"، الذي نظمته جامعة الدول العربية، بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام، وذلك يومي السابع عشر، والثامن عشر من الشهر الجاري، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
مثل الكنيسة الكاثوليكية في المشاركة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للكنيسة المارونية، والمطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية بمصر.
وأعطى البطريرك الماروني كلمة بعنوان "التسامح في المسيحية ودوره في ترسيخ أسس السلام المجتمعي".
وشارك في الفعاليات أيضًا قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، ورئيس المجلس العالمي للتسامح، أحمد بن محمد الجروان، وعدد من وزراء الثقافة والإعلام والأوقاف والشئون الدينية والسفراء، وممثلي المنظمات الدولية الإقليمية والمتخصصة، إضافة إلى الوفود الرسمية للدول العربية، ونخبة من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين في الوطن العربي.
وأصدرت جامعة الدول العربية البيان الختامي لمؤتمر التسامح والسلام والتنمية المستدامة، والذى عقد في مقر الأمانة العامة أول أمس الاثنين واستمر لمدة يومين، برعاية الأمين العام أحمد أبو الغيط.
وأصدر المؤتمر عددًا من التوصيات أهمها العمل على إصدار إعلان عربي للتسامح والسلام على أن تشكل لجنة فنية من الخبراء العرب المتخصصين في مجالات التسامح والسلام وحوار الحضارات والقانون الدولي لإعداد الصياغة المبدئية للإعلان وتعميمه على الدول الأعضاء قبل إطلاقه.
ودعا إلى إصدار استراتيجية عربية للتسامح والسلام، وقد بلورت لجنة صياغة التوصيات ما انتهت إليه جلسات المؤتمر ووضعت تصورا مبدئيا للرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية وتم إرفاقه بهذا البيان، على أن تشكل لجنة من الخبراء لوضع مسودة الصياغة الكاملة للاستراتيجية وعرضها على الدول الأعضاء لدراستها وإبداء الملاحظات بشأنها تمهيدا لعرضها في صورتها النهائية على مجلس الجامعة على المستوى الوزاري لاعتمادها.
كما دعا إلى تشكيل لجنة تحت مسمى "اللجنة العربية للتسامح والسلام" تتبع جامعة الدول العربية (إدارة الثقافة وحوار الحضارات)، تختص بتنفيذ أهداف استراتيجية التسامح والسلام بعد اعتمادها، ووضع آليات المتابعة اللازمة لما يصدر من الجامعة من توصيات بشأن تنفيذها وتقييم الإنجاز وقياس العوائد بشكل دوري.
وبحسب البيان، تقوم رؤية الاستراتيجية العربية للتسامح والسلام على أن نشر قيم التسامح بين أبناء الشعوب العربية يمثل دعما حقيقيا لأسس وركائز السلام العربي المستدام، وأحد أهم سبل معالجة القضايا العربية الراهنة، وحماية مكتسبات التنمية التي حققتها الشعوب العربية وضمان استدامة هذه التنمية.
وشدد على تعزيز جهود العمل العربي المشترك الهادف إلى نشر ثقافة التسامح ومكافحة الإرهاب وممارسات الكراهية والتشدد والعنف، والمشاركة في بناء الإنسان العربي من خلال تنسيق جهود المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الرامية لنشر ثقافة التسامح بغية حماية السلام الوطني والدولي.
وتقوم الأهداف الاستراتيجية العربية للتسامح والسلام على تنسيق سبل التعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية لمواجهة خطاب الكراهية ومكافحة الإرهاب وأفعال العنف الناشئ عن الأفكار العنصرية وممارسات التمييز الديني أو العرقي أو الطائفي أو الدعاية لهذه الأفعال.
وتعتمد الاستراتيجية على تعزيز دور المؤسسات الدينية في نشر مبادئ التسامح المتأصلة في مختلف الديانات وتحريم ممارسات العنف والكراهية والعنصرية والتمييز.
وتدعو إلى زرع قيم التسامح في عقول أبناء الشعب العربي من خلال إضافة مبادئه للمقررات الدراسية بالمدارس والجامعات العربية، بالاضافة إلى إحياء مظاهر التسامح الراسخة في التراث الثقافي العربي المشترك.
وتسعى الاستراتيجية إلى تعظيم الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام كأداة نافذة في كل بيت عربي، في نشر قيم التسامح، والتوعية بمخاطر الانخراط في ممارسات التشدد والتعصب والكراهية، وإرساء دعائم السلام العربي المستدام.
ودعت إلى توجيه جهود مؤسسات المجتمع المدني نحو تنفيذ مبادرات هادفة إلى نشر ثقافة التسامح ومكافحة الكراهية والتشدد والعنف الناشئة بسبب التمييز الديني أو العرقي أو الطائفي أو أي شكل من أشكال التمييز.