من عمق النهر ومسار العائلة المقدسة ولد جوزيف من عائلة بالقوصية ربتة علي حب الوطن الكبير مصر والكنيسة والقوصية.
انهي تعليمة الاساسي والتحق بمعهد اللاسلكي واشتغل في مطار القاهرة ضابط مراقبة وتدرج حتي صار كبير الضباط، وبعد فتح مطار اسيوط انتقل من القاهرة إلى أسيوط كبير ضباط المطار كأحد المؤسسين للمطار والمساهم في تطويره، ووقف الرجل كضابط مراقبة مع وطنه في حروبة المختلفة من حرب 1967 وحتي حرب التحرير في 1973 مرورا بحرب الاستنزاف، وبعد التحرير نحي جوزيف نحو حياة البيزنس وصار رجل اعمال ومن كبار رجال البترول، تزوج كريمة المرحوم كامل جورجي
وكبرت العائلة ابناء واحفاد ونسباء، وتضافرت مع عائلات كثيرة ومتنوعة وأصيلة في أنحاء بر مصر، والد الأستاذة هند جوزيف المحامية وعضو مجلس الشيوخ حرم رجل الأعمال الأستاذ روميل صداق بشارة والمحاسبة هالة جوزيف حرم الأستاذ شادي نشأت بأسيوط والأستاذة هدي جوزيف حرم المهندس أبرآم إيميل والدكتورة نيرمين جوزيف حرم دكتور ميشيل حنا والأستاذة سوزي جوزيف حرم الأستاذ ديفيد رفعت حكيم والأستاذة جولي جوزيف حرم محاسب شادي إسكندر.
والدكتور جورجيت جوزيف حرم مهندس روماني مجدي صادق والآنسة ميريت جوزيف.
شقيق المرحوم فاروق أمين ودكتور رزق أمين بأمريكا والمرحوم سعد أمين وحرم المرحوم زكريا فلتس طونة وحرم المرحوم حنا متي القمص والمرحومة حرم الأستاذ ألبير بطرس وحرم المرحوم يحيي عطالله وحرم الأستاذ جمال أسعد عبد الملاك عضو مجلس الشعب سابقا وحرم الأستاذ كمال كامل جورجي.
و زوج شقيقة الأستاذ هلال كامل جورجي والسيد كمال كامل جورجي والمرحوم الأستاذ جمال كامل جورجي والأستاذ عماد كامل جورجي.
كان يستضيفني في منزله وكان يستيقظ مبكرا ونتحاور سويا لساعات اكتشفت الخبيئة التى تسكن ابن القوصية، الرابضة فى بجوار الدير المحرق ترتوى من عبق الحضارات الفرعونية والبيزنطية واليونانية، تفيض ضحكته مثل موج النيل، والشفتان شاطئان، والأسنان صخور تتوسطهما، تصطدم بهما ضحكاتة فتعود كلماته إلى شط الحديث، عيناه منيرتان واسعتان كقنديلين من قناديل مصر القبطية، ينيران حوارنا.. لن تصدقونى إن قلت إننى لن انسي في حوارنا الأول الذى امتد لساعات سوى ضحكات من القلب، ونقاء روحى، كفارس من فرسان العصور الوسطي.
لم تكبر عائلة جوزيف من حيث التضافر والتعداد والوجاهة بل صار منزله قبلة المظلومين والاعيان والمثقفين، وكما كان لفارسنا مواقف وطنية صارت له مواقف بطولية خاصة حينما انتهي حكم الاخوان، ووفي اغسطس الشهير بعد فض الاعتصامات في رابعة والنهضة،بدأت جرائمهم علي الاقباط والمؤسسات العامة والكنائس وقف كالبطل من فوق سطح منزلة يرد عليهم حتي فروا بعيد بعد محاولة اجتياح منزلة وصولا للكنيسة، ولازلت اتذكر حكاوية الليلة معة حينما كنا نسهر في منزلة عن مواقف تعرض له من مجرمين في اوقات الانهيار الامني 2011 وكيف حاول بعض الاشقياء الهجوم علية وابقاف سيارتة الا انه تصدي لهم وقهرهم واستولي علي سلاحهم.
وانصهرت تلك البطولة بالعطاء للكنيسة كأرخن وكان منزلة ملاصق للمطرانية وكأن جوزيف وعائلتة في حضن المسيح والكنيسة ويعرف اهالي القوصية عطاء هذا الارخن للكنيسة كما اعطي للوطن.
كما تحول منزلة الي قبلة ثقافية بعد فتح بيتة الي مقر الصالون الثقافي للقوصية، وشرفت اكثر من مرة علي مدي سنوات بدعوات كريمة منه ومن كريمته المحامية هند جوزيف منسقة ومؤسسة الصالون الثقافي للقوصية لحضور سهرات وامسيات وطنية وفنية استضاف الصالون كثير من الشخصيات العامة والوطنية، ولازلت اذكر حضورة الكريم ليلة رمضانية في ديوان منزله، ضمت الليلة نخبة من مختلف الأعمار والأجيال، فى تنوع ما بين مثقفين ورجال أعمال وموظفين ومزارعين ومهنيين، سياسيين وصحفيين، شيوخ وقساوسة، شباب وشابات، وقادة احزاب، اتسع ديوان « جوزيف » بما لمحبة وسلام.
ووسط فيض الحفاوة والاستنارة، عاش الحضور فى مودة وتسامح، فى آداب للحوار الذى أكد عراقة القوصية كمدينة كانت عاصمة الإقليم 14 من أقاليم مصر الوسطى. كل ذلك جعل عميد الصالون الثقافي د اسماعيل كامل يكتب: " من الليالي الرائعة التي رفرف فيها طائر السلام والمحية والاخاء وحط بجناحيه المباركتين في بيت من بيوت العز والكرم في بيت الخواجة جوزيف امين شحاتة رزق الذي تقيم فيه ابنته المحترمة مدام هند جوزيف امين ليلة رمضانية كل سنة ابتهاجا واحتفالا بشهر رمضان فتستضيف بقلب مملؤء بالود والمحبة تفتح قلبها للجميع قبل ان تفتح بيتها وكان الحضور حضورا عظيما مبارك شمل رجال دين اسلامي ومسيحي وشمل قيادات سياسية بارزة في المجتمع من اول صدفا جنوبا حتي ديروط شمالا شخصيات تؤددي دورا بارزا لمحافظة اسيوط الكل لبي دعوة الفاضلة مدام هند جوزيف امين وشمل الحفل رجالات مركز القوصية قامات سياسية وثقافية ورجال اعمال ومهندسين واطباء وصيادلة ورجال الادب والفن الكل جاء والبهجة تسبقه والفرح يشمله حضر هذه الليلة شحنة هائلة من الحب والود والتاخي وحب مصر وحب هذه الارض الطاهرة ارض القوصية التي عاشت عليها اجيالا لم تعرف غير الحب والاخاء وانني نيابة عن كل زملائي اعضاء الصالون الثقافي هند جوزيف بالقوصية اتقدم للاب جوزيف امين وللابنة هند جوزيف صاحبة الصالون الثقافي هند بالقوصية بكل الشكر والامتنان علي هذه الليلة الرائعة وايضا الفاضل روميل صداق علي ما فعلة من اجل ان يجمع هذا العدد الضخم علي الحب والمودة ادام الله منزلهم العامر بالمودة والكرم والمحبة "
كان دائما المجتمعون في بيت وديوان جوزيف يذكروني بشجاعة أجدادهم الذين أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد، وبكرمهم وحسن ضيافتهم مما جعلهم يستقبلون العائلة المقدسة حينما لاذت بمصر حوالى 185 يوما فى منطقة أنشئ فيها الدير المحرق فى القرن الرابع الميلادى بسفح الجبل الغربى، كل ذلك مثل الروح القديمة التي تجسدت في الصالون الثقافي ليتعبر عن نموذج نفتقده فى التآخي والمحبة، والأدب، الصالون الثقافى الذى يدعو مفكرين وقادة فكريين وعسكريين سابقين وفنانين لعرض تجاربهم، يختلفون حول الأحداث، ولكنهم لم يختلفوا حول حب الوطن، كنت اراقب حضور فقيدنا حوزيف واشعر بفيضان الشهامة وروح الكرم وأشعر دائما بأن الحضور في ديوانه من مختلف الأجيال والآراء يجسد أجدادهم الذين أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد، وحموا المملكة المصرية من الانهيار، ولا زلت اذكر كيف كان فقيدنا جوزيف يذكرني وديوانه باللوحة التي تخلد انتصارات القوصة فى زرابى القوصية، المنطقة الوحيدة المتبقية من القوصية القديمة، وكنت اشعر دائما ان هذا الرجل امتداد لهؤلاء الابطال ومنزله تجسيد حقيقي لحضور كيفي ونوعي من مختلف الآراء والطبقات، ملامح الكرم فى الديوان والوجوه تؤكد على كرم أهل القوصية، وتجيب عن سؤال لماذا لجأت العائلة المقدسة الي القوصية.
تحية لك ايها البطل والارخن والاب والصديق، وخالص العزاء للوطن والقوصية والكنيسة، ولاهلك وكل محبيك والي ان نلتقي في عالم بلا ألم واكثر حرية وشفافية ودايما عامر في اسرتك ومحبيك يا عمي جوزيف