شاهدنا على مدار الأيام الماضية انتشار فيديوهات لمربين للدواجن تعدم فيها «الكتاكيت» نظرًا لغلاء أسعار الأعلاف وناقشت الفضائيات الأمر حيث تم استضافة نواب وشعبة الدواجن واتحاد الدواجن ووزير الزراعة كل منهم أدلى بدلوه من وجهة نظره.
ولكن العجيب في الأمر أن يطل علينا وزير الزراعة السيد القصير ويقول إن إعدام الكتاكيت حالة فردية الرد الصادم والصاعق فوزير الزراعة يعلم حقيقة أسعار الأعلاف وليس بخفى عنها.
كان من الأحرى وجود حلول للأزمة سيادة الوزير في ظل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي للجمهورية الجديدة التى تعمل بشفافية، فالأزمة موجودة وقائمة فما ردك على النائب هشام الحصري، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، حيث قال إنه سيكون حل جذري لأزمة الدواجن والأعلاف التي تفاقمت خلال الساعات الماضية، موضحا أنه سيتم إعلان خبر سار للمربين بشأن الأزمة.
بينما قال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن ما تم تداوله بشان إعدام الكتاكيت على منصات السوشيال ميديا، كارثة بمعنى الكلمة، قائلا: «كان عندنا أزمة دلوقتي بقت كارثة تهدد صناعة الدواجن».
وقال ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن هناك 3 ملايين عامل في قطاع الدواجن، موضحا أن الثروة الداجنة هي التي تستر مصر ومنازلها ولولاها لوصلت أسعار اللحوم إلى «حتة تانية»، كما أن إعدام الكتاكيت في مزارع الدواجن ومعامل التفريخ، هذه المشاهد حقيقية للأسف بسبب عدم وجود أعلاف لإطعامها.
كما أنه واصلت أسعار الأعلاف ومشتقاتها الارتفاع في الأسواق بنحو 300 جنيه للطن، وسجل طن فول الصويا 21 ألف جنيه، مع اختفائها من الأسواق، لانعدام المعاملات الاستيرادية وتعد الصويا والذرة من أبرز مكونات الأعلاف التي تباع بصورة نهائية سواء للدواجن أوالماشية.
وكشف التجار أن سعر العلف الداجني البادي بروتين 23% سجل 15000 جنيه، والعلف النامي 21% سجل 14950 جنيها، وهي أسعار أرض المصنع بخلاف تكلفة النقل ومكسب التجار.
وقال التجار إن سعر طن العلف الناهي بروتين 19% سجل 14850 جنيها، والعلف (بادي نامي) بروتين 21% سجل 14500 جنيه بزيادة 200 جنيه، والعلف البياض بروتين 18% سجل 12300 جنيه.
وهناك ما يقترب من ١.٥ مليون طن ذرة صفراء في الموانئ ونحو ٥٠٠ ألف طن بذرة فول صويا، إلا أنه لم يتم الافراج عنها حتى الآن من الموانئ، عوضًا على أن السوق المحلية تحتاج شهريًا إلى شهريا إلى ٥٠٠ ألف طن ذرة و250 ألف طن بذرة فول صويا.
ويعاني السوق المصري نقصا حادًا من خامات الأعلاف، والموجود منها تكلفته مرتفعة جدا، مما دفع العديد من مربي الدواجن الى اللجوء لإعدام ملايين الكتاكيت نظرًا لعدم وجود مشترين.
وبناءا على تلك الأسعار ترتفع أسعار الكتاكيت وبالتالي أسعار الفراخ للمستهلك.
سيادة الوزير السيد القصير هل هؤلاء يفتعلون أزمات؟!، ليس تقليل من أحد أن نعترف بأن هناك أزمة ونساعد بعض في حلها هكذا تعودنا من سياسة الجمهورية الجديدة فالأزمة قائمة وليست حالة فردية فالأعلاف يكون لها تأثير على الماشية أيضا، وبالتالي مربي الماشية يقومون برفع الأسعار ويعكس ذلك على السوق اللحوم أيضًا.
فالأزمة الأخيرة تُعد الأصعب في تاريخ صناعة الدواجن، مما يستدعي محاسبة المقصرين وتحركًا عاجلا وسريعًا لإنقاذ مكونات هذه الصناعة الهامة والاستراتيجية.