تزايدت حدة التظاهرات المنددة بسلوك الأمن الإيراني وقوات الباسيج التي سعت لتقويض التظاهرات التي خرجت وعمت المدن الإيرانية مؤخرًا، إلا أن تلك التظاهرات أخذت منعطفًا جديدًا مع تزايد معدل الاحتجاجات في كثير من المدن الإيرانية.
وبالتزامن مع انطلاق تظاهرات مكثفة في مدن إيران المختلفة، نظم عدد من العمال الإيرانيين تظاهرات فئوية لعمال البتروكيماويات، الذين بدأوا من جانبهم بالتظاهر في ميناء عسلوية بمحافظة بوشهر، وهددوا بتنظيم إضراب عام بسبب تدهو أوضاعهم المعيشية.
وفي هذا الإطار نظم ما لا يقل عن ألف عامل من عمال عدد من المنشآت في بوشهر ودماوند للبتروكيماويات إضرابًا عن العمل، فيما نظموا تجمعات في مناطق عملهم، وأغلقوا الطرق المؤدية إلى ميناء بوشهر للبتروكيماويات.
وعلى أثر الاحتجاجات التي شهدتها مدن إيران تنديدًا بحادث مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، هتف العمال بـ"الموت للديكتاتور".
ولم يتوقف تنظيم الإضرابات عند مجرد عمال البتروكيماويات في ميناء بوشهر جنوب البلاد، بل انضم إليهم عمال الشركات الحكومية العاملة في مجال مخازن الغلال بالقرب من بوشهر، حيث عملت قوات الأمن عن تقويض تلك التظاهرات، وأغلقت الطرق المؤدية إلى أماكن الاعتصام منعًا لتنظيم تجمعات وتظاهرات أخرى قد تهدد سير العمل.
ويعتبر ميناء عسلوية بمنطقة بوشهر من أبرز المناطق الحيوية ومن أبرز حقول الغاز في إيران.
كما هدد ما يسمى بـ"مجلس تنظيم الاحتجاجات العمالية الإيراني" بتنظيم تظاهرات تخرج بالتوازي مع التظاهرات التي خرجت مؤخرًا منددة بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، وما تلاها من حالات قمع للمحتجين في كثير من المدن الإيرانية، حيث هدد المجلس باتخاذ إجراءات صارمة حيال قوات الأمن بتكثيف التظاهرات الفئوية للعمال العاملين في مجال النفط على وجه التحديد.