في الذكرى الأولى لرحيل المشير محمد حسين طنطاوى، ومع الاحتفال بالذكرى الـ 49 لحرب العزة والكرامة، انتصارات السادس من أكتوبر، يجب أن نلقي الضوء على دور المشير طنطاوي في ملحمة السادس من أكتوبر، لنتعرف على دوره المضي والبارز في تحرير أرض مصر من براثن الاحتلال.
المشير طنطاوي، القيادة العسكرية الفذة، البطل الذي خاض أربعة حروب دفاعًا عن تراب مصر ورفعًا لرايتها، القائد المحب لوطنه، الذي وجه له الرئيس عبدالفتح السيسي التحية والشكر والتقدير في الاحتفال بالذكرة الـ 42 لانتصارات أكتوبر المجيدة، قائلا: "اسمحوا لي أن أوجه التحية ليه لوحده.. سيادة المشير حسين طنطاوى".
مسيرة عظيمة امتدت لأكثر من نصف قرن قضاها المشير محمد حسين طنطاوي في الجيش المصري، خاض خلالها أربعة حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 1956، وشارك فى حرب 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، وكان يؤكد دومًا أن حرب الاستنزاف كانت فترة زاهرة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، فكان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء القوات فى نفس الوقت فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش.
وفي تسجيل تليفزوني نادرعرف المشير محمد سحين طنطاوي نفسه قائلًا: "بسم الله الرحمن الرحيم، العميد أركان حرب محمد حسين طنطاوى قائد الكتيبة 16 مشاة فى حرب أكتوبر ليروي بطولات كتيبته فى تسجيل تليفزيونى نادر، حيث كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، التى حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، ودخل المشير طنطاوى فى مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية، وتحديدا مع أرييل شارون أثناء حرب اكتوبر1973.
وفي الثاني عشر من أكتوبر، تم الدفع بإحدى الوحدات التى كان يقودها طنطاوي آنذاك، لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات، كانت الفرقة قد تم إخراجها منها، وتمكنت الوحدة بقيادة طنطاوى من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة، وكان جنود هذه النقطة من الإسرائيليين قد اضطروا للهرب منها تحت جنح الظلام.
وفى مساء 15 أكتوبر، كان المقدم محمد حسين طنطاوى وقتها، قائدا للكتيبة 16 مشاة التى أحبطت عملية "الغزالة المطورة" الإسرائيلية، حيث تصدت بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتى مشاة ومدرعات مصريتين فى الضفة الشرقية، وحدث هذا فى منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم "المزرعة الصينية"، حيث كبدت الكتيبة بقيادة العميد طنطاوى الإسرائيليين خسائر فادحة.
وتجلى ذكاء وتخطيط "طنطاوي"، عندما هاجمته مدرعات العدو، فلم يكشف أوراقه، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته، وانطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلوها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو فى الوصول للقناة، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيداً عن رجال الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها العميد عبد رب النبى حافظ والكتيبة 16 مشاة التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى.
أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسى فى إحداث الثغرة ففقدتا أكثر من 500 جندى، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من قادة الألوية والسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل فيما بعد، مؤكدين علي شراسة معارك الثغرة لم تحدث فى تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات.
هذه هي التفاصيل التي رواها البطل المشير محمد حسين طنطاوي، كجزء من ملحمة جمعته مع أبطال القوات المسلحة على جبهة القتال حتى استطاعوا تحقيق النصر واسترداد سيناء الحبيبة.