حققت القوات الأوكرانية المزيد من المكاسب في هجومها المضاد عبر جبهتين على الأقل، وتقدمت في نفس المناطق التي تحاول روسيا استيعابها وتحدي جهود موسكو لإشراك القوات الجديدة وتهديداتها بالدفاع عن المناطق المدمجة بكل الوسائل.
اخترقت القوات الأوكرانية دفاعات موسكو في منطقة خيرسون الجنوبية الإستراتيجية، إحدى المناطق الأربع في أوكرانيا التي تعمل روسيا على ضمها.
وعززت قوات كييف أيضًا مكاسبها في الشرق وساحات القتال الرئيسية الأخرى، وأعادت فرض السيطرة الأوكرانية في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التغلب على المشكلات المتعلقة بالقوى البشرية والأسلحة ومعنويات القوات والخدمات اللوجستية، جنبًا إلى جنب مع تكثيف الانتقادات المحلية والدولية.
ويواجه بوتين حالة من الفوضى والغضب محليًا بشأن التعبئة الجزئية للقوات والارتباك بشأن إنشاء حدود روسية جديدة.
وأصبح التقدم الأوكراني واضحًا لدرجة أنه حتى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، الذي يركز عادة على نجاحات جيشه وخسائر العدو، اضطر إلى الاعتراف بذلك.
وقال كوناشينكوف يوم الإثنين، في إشارة إلى بلدتين في منطقة خيرسون، "مع وجود وحدات دبابات متفوقة عدديًا في اتجاه زولوتا بالكا وأوليكساندريفكا، تمكن العدو من التوغل بعمق في دفاعاتنا".
و كافحت القوات الأوكرانية لاستعادة منطقة خيرسون بسبب تضاريسها المفتوحة، على عكس هجومها المفاجئ الناجح في الشمال الشرقي حول خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، والذي بدأ الشهر الماضي.
وشنت أوكرانيا هجومها المضاد في منطقة خيرسون منذ الصيف، حيث قصفت خطوط الإمداد الروسية بلا هوادة وشققت طريقًا في المناطق التي تسيطر عليها روسيا غرب نهر دنيبر.
واستخدم الجيش الأوكراني قاذفات صواريخ HIMARS المتعددة التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب الجسر الرئيسي عبر نهر الدنيبر والسد الذي كان بمثابة معبر ثان، كما ضربت الجسور العائمة التي استخدمتها روسيا لتزويد قواتها.
وفي سياق متصل، حذر صندوق النقد الدولي من أن الأوضاع المرتبطة بأوكرانيا يمكن أن تؤدي إلى إعادة تقييم غير متوقعة للمخاطر وتشديد غير منظم للأوضاع المالية العالمية ونتيجة ذلك ستحدث ضغوط في الأسواق.
جاء ذلك ضمن تقرير حديث صدر عن صندوق النقد الدولي (IMF) حول الاستقرار المالي في الأسواق العالمية.
وأضاف أن الوضع في أوكرانيا “سيؤدي إلى إعادة تقييم مخاطر غير متوقعة وتشديد غير منظم للأوضاع المالية العالمية”.
وأشار خبراء الصندوق إلى أن مثل هذه الصدمة السلبية إلى جانب عدم استقرار مجموعة من صناديق الاستثمار يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التدفقات الخارجة للأموال منها وتفاقم الوضع في الأسواق.