لا تزال التظاهرات تضرب المدن الإيرانية، في ظل استمرار التعامل الأمني من قبل قوات الباسيج والحرس الثوري في محاولة لتقويض تلك التظاهرات التي عمت المدن الإيرانية بمختلف قومياتها، والتي تطالب بإسقاط النظام، وتعديل سياسات النظام تجاه الحريات والمرأة بالتحديد، وهو ما دفع قوى غربية للإعلان عن تبني حملة عقوبات اقتصادية صارمة على إيران خلال الفترة المقبلة.
وتسببت تلك التظاهرات في وقوع الكثير من القتلى في صفوف المتظاهرين وكذلك قوات الأمن، طبقًا لما أعلنته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فيما دعم المرشد الإيراني علي خامنئي قوات الأمن التي تواجه التظاهرات بالقوة والعنف، معلنًا أن تلك التظاهرات تحركت بدعم غربي وأمريكي وكذلك إسرائيلي.
كما نظم طلاب الجامعات في إيران تظاهرات منددة بالتدخل العنيف من قبل قوات الأمن الإيراني وقوات الباسيج، كما اعلنت الهيئات التعليمية ما قبل المرحلة الجامعية عن تنظيم إضراب عام في المدارس بكل محافظات إيران، تنديدًا بالقمع الأمني للتظاهرات التي خرجت منددة بقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
على إثر تلك الاحتجاجات وتطوراتها، أعلنت كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية فرض مزيد من العقوبات على شخصيات تابعة لشرطة الأخلاق في إيران، فضلًا عن فرض عقوبات مماثلة على شخصيات نافذة في النظام الإيراني.
كما أعلنت كندا عن فرض عقوبات اقتصادية على عدد من الشركات الإيرانية، فضلًا عن عقوبات أخرى على قطاع حقوق الإنسان في إيران، تنديدًا بانتهاكات شرطة الأخلاق بحق المواطنين الإيرانيين وحقهم في التعبير عن رأيهم.
تأتي تلك العقوبات المتتالية على الجوانب السياسية والاقتصادية في إيران في ظل استمرار العقوبات الأمريكية التي فرضت بعد الانسحاب الأمريكي من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم "الاتفاق النووي"، والتي تجري وقائع المفاوضات حولها من أجل عودة الأطراف مرة أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، حيث تتعقد تلك المفاوضات من وقت لآخر بسبب المطالب الإيرانية التي يرفض الجانب الأمريكي تنفيذها.
وإزاء كل تلك التطورات تتصاعد حدة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الشوارع والمدن الإيرانية، في ظل استمرار الحملة الأمنية الممنهجة لقمع التظاهرات التي خرجت وبدأت بمطالب لتحسين الأوضاع وكف يد الجهاز الأمني عن المتظاهرين، فيما تصاعدت حدة الغضب لتصل إلى المطالبة بإسقاط النظام.