الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مندوب فيلدمان في لجنة الخمسين!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكلمت هنا مرةً عن "نوح فيلدمان" وهو يهودي الديانة أمريكي الجنسية ينتمي للمحافظين الجدد، وهم حكام العالم الحقيقيون أو باختصارٍ هم "حكومة العالم الخفية" وهم صهاينة العقيدة، ومن يتحكمون في سياسات أمريكا ويوجهونها لخدمة مصالح اليهود في العالم، ويسخّرون إمكانيات ومقدرات وثروات أمريكا بل وجيشها وشعبها لتحقيق حُلم إسرائيل الكبرى "من النيل إلى الفرات" بخروج الإمبراطورية الإسرائيلية إلى النور والتي تحكم العالم انطلاقا من القدس الشريف!
وذكرت أيضا -فيما ذكرتُ- نظرية فيلدمان السحرية لتقسيم الشعوب وكيف طُبقت في العراق فانقسمت ثلاث دويلات متناحرة فيما بينهما على السلطة والثروة، وطُبقت في ليبيا فانقسمت ثلاث دويلاتٍ ولحقت بأختها واليمن إلى ست أقاليم متصارعة، ومن قبل هؤلاء قُسمت السودان مرةً ومرة وهي لا تزال مرشحة للتقسيم مرةً ومرة.
لما أراد فيلدمان تقسيم العراق في أعقاب الغزو الصهيوني لها ودخول دبابات الاحتلال إلى بغداد بخيانة الإخوان والشيعة وإعلام بني صهيون المسمى بالجزيرة، والسيطرة التامة على حقول النفط كانت المهمة التالية هي تسريح الجيش والشرطة العراقيين بحجة ارتباطهما بالنظام القديم المستبد وتحت مزاعم إعادة الهيكلة!
ثم قام الأمريكان بوضع دستورٍ جديدٍ للبلاد عرف بدستور بريمر، وهو الحاكم العسكري الأمريكي لعراق الاحتلال!، وكان فيلدمان هو كاتب الدستور على طريقته الشريرة في تعزيز الطائفية والعرقية والمذهبية والاثنية الموجودة في العراق تحت مزاعم "الحقوق والحريات" بالإضافة إلى نظامٍ في باب الحكم يعزز التقسيم ويزكيه، بل ويحض عليه ويأسس له.
وخرج دستور بريمر بنظامٍ عجيبٍ للحكم وتم الترويج له على أساس أنه أعظم أنظمة الحكم غير المسبوقة والذي يقضي على الاستبداد والفساد ولا يسمح بوجود الديكتاتور المستبد بالحكم أو الحاكم بأمره، وصفق المغفلون
خرج دستور بريمر وبصياغة فيلدمان بنظام الحكم مثلث الرؤوس، لينتج الدولة ثلاثية الأبعاد! أو مثلثة الرؤوس! وهي دولة مشوهة بلا شك، يتجاذبها ثلاثة أشخاص يمثلون ثلاث تيارات: رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، وهو ما أنتج في النهاية دولةً عراقية فاشلة انقسمت بعدُ لثلاثة دويلات: كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب متصارعةً فيما بينهما إلى الساعة على النفوذ والثروة.
والعجيب والمريب في أن لجنة الخمسين في مصر خرجت بنفس نظام بريمر وفيلدمان وتحت نفس المزاعم من القضاء على الرئيس الزعيم والإتيان بالرئيس الموظف وحتى لا نسمح بعودة المستبد! وهي مزاعم لا يروجها إلا المحتل ولا يصدقها إلا المغفلون.
ولكن السؤال المحير الذي لا مجيب عليه هو: من يا تُرى هو مندوب فيلدمان داخل هذه اللجنة الحَرِيةُ بأن تسمى "لجنة الأشقياء" بل هي أشقى!
من اقترح نظام حكم فيلدمان داخل الأشقياء ليقسم مصر كما قسمت العراق؟!
لنا أن نتخيل مثلًا في مصر رئيسًا قوميًا ورئيسًا للوزراء يساريًا ورئيسًا للبرلمان سلفيًا، أي قرارٍ ستفق عليه هؤلاء الفرقاء؟
إن واضع هذا النظام عن عمدٍ أو عن غيره قد خط بيده الآثمة أول سطرٍ في كتاب تقسيم مصر شاء أن أبى، إلا أن يدركنا الله برحمته.