أكد مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن فعاليات الدورة الـ11 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022، بإمارة الشارقة، أن الإنسان يتعرف على الآخرين من خلال الاستماع إليهم أكثر من معرفته بهم عن طريق السماع عنهم من الغير، وأن المشاعر تجاه الناس والمحتاجين خاصة كفيلة بإحداث تغيير إيجابي في حياتهم وحياة الآخرين، وأن صناع المحتوى مطالبون بأن يكونوا سفراء لثقافتهم وهويتهم إلى العالم.
جاء ذلك في جلسة "المؤثرون وعبقرية التكيف الاجتماعي"، ضمن فعاليات الدورة الـ11 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي انطلق تحت شعار "تحديات وحلول"، وتحدث خلالها كل من علي آل سلوم، الإعلامي والمرشد السياحي والثقافي، وصانع المحتوى أحمد المرزوقي، وأحمد بسيوني، مدرب صناعة المحتوى، وصانع الأمل العربي أحمد الفلاسي.
التواصل للتعارف
وقال علي آل سلوم: علمتني الحياة وتجارب 20 عاماً أن التعاطف مع شخص أو قضية إنسانية قادر على إحداث تغيير كبير في حياة الإنسان ومن حوله، وأن الإنسان من غير المشاعر التي يكنها للآخرين وهذا الكون بما فيه لا يمكنه أن ينتج أو يبدع أو يقدم ما هو إيجابي ومؤثر في الحياة.
وأضاف آل سلوم أنه أراد أن يكون مؤثراً من خلال عمله مرشداً سياحياً، وصانع محتوى سياحي من أجل تعزيز التعارف والتواصل مع العالم، وهذا ما ولَّد لديه الشغف بمعرفة تقاليد وأسرار الثقافة الإمارتية، مشدداً على أن التعلم من الآخرين أمر مطلوب، ينقل خبرات العالم للإنسان، ولكن علينا أن نحرص أيضاً على أن نعلِّم الآخرين منا، وأن نكون سفراء لثقافتنا وهويتنا إلى العالم.
بدوره، أكد أحمد المرزوقي أنه يسعى من خلال التوعية المجتمعية بقضايا الاقتصاد إلى نقل رسائل الحكومة إلى الشعب، وأن يبني مصداقية لنفسه في المجتمع من خلال نقل المعلومات الاقتصادية بكل مصداقية وشفافية، ولكن بصياغة وأسلوب بسيط قريب ومحبب إلى عامة فئات المجتمع من غير المتخصصين.
وأشار المرزوقي إلى أن نجاح صانع المحتوى والمؤثر الاجتماعي منوط بنوع الرسالة التي يؤديها، وباللغة التي يخاطب بها الآخرين، وحتى بالمظهر الذي يبدو به أمامهم، لافتاً إلى أنه يسعى أن يقف إلى جانب المستهلك في المحتوى الذي يقدمه، وأن يظهر له الإيجابيات والسلبيات في المنتجات التي يشرح عنها بكل أمانة، دون التحيز إلى الجهات المصنعة.
من ناحيته، قال أحمد بسيوني: "التنوع والتغيير كان ميزة في حياتي، تعرفت من خلاله على ثقافات وشعوب متعددة، وبنيت علاقات مع شعوب العالم، ووجدت أن نقاط الاتفاق بين الناس أكثر مما يفرقنا، وقد أسهم السفر في تغيير نظرتي للعلاقات الإنسانية، وجعلني أتواصل مع الناس وانخرط في مشاكلهم وهمومهم، واكتشفت أنه ينبغي عدم الاكتفاء بالسماع عن الغير، بل علي أن أسمع منهم أيضاً.
ولفت بسيوني إلى أن المؤثر مطالب بالتعبير عن نفسه بالطريقة المناسبة، وأن يكون صادقاً في أداء رسالته للناس، مشيراً إلى أن الإنسان في رحلة الحياة يتعلم ويعلِّم، ويتأثر ويؤثِّر، إلا أن نجاح الشخص في تأثيره منوط بنجاحه في التأثير بنفسه، فمن لا يتغير لن يكون قادراً على التغيير.
زراعة الأمل
وحول مسيرته الملهمة التي زرع من خلالها الأمل في حياة الملايين، أكد أحمد الفلاسي أن مآسي الفقراء والمحتاجين في العالم غيَّرت حياته، وأنه كرس نفسه لاستثمار التواصل في خدمة الإنسان وترسيخ كل إمكاناته من أجل إيصال العلاج لملايين المرضى الذين ضاقت بهم السبل عن الحصول على تكاليف العلاج، أو التمتع بمرافق صحية آمنة.
