رصدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم /الخميس/ معاناة جديدة تٌضاف إلى مآسي الشعب الصومالي الذي أصبح يكافح من جديد في ظل تفاقم تداعيات التغيرات المناخية على حياته وسبل عيشه.. وهو ما تجلى مؤخرًا في نزوح أكثر من مليون صومالي بسبب طول فترة الجفاف وانعدام الغذاء وإمدادات المياه.
واستهلت الوكالة تقريرا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الرسمي، بقول إن الصومال عُرف منذ فترة طويلة بحالات جفاف، لكن الصدمات المناخية تأتي الآن بشكل متكرر، مما يترك مجالًا أقل للتعافي والاستعداد للأزمات التالية، فالرعاة والمزارعون الذين يعرفون منذ أجيال إلى أين يأخذون الماشية والماعز والإبل عندما تجف مصادر المياه المعتادة، أصيبوا بالرعب من هذا الجفاف غير المسبوق والذي استمر في ظل فشل أربعة مواسم مطيرة متتالية.
وأضافت الوكالة: أنه حتى عندما يسقط المطر، وهو أمر لا يمكن التنبؤ به الآن، فإن درجات الحرارة المرتفعة تعني أنه يتبخر بشكل أسرع، تاركًا كميات ضئيلة للزراعة أو الشرب، ومن المعروف أن شرق إفريقيا هي منطقة الجفاف الأكثر تضررًا في العالم، وفقا لوكالة مكافحة التصحر التابعة للأمم المتحدة.
وقال خبراء إن التوقعات تشير إلى فشل موسم الأمطار الخامس هو الآخر، وكذلك الموسم السادس المنتظر أن يبدأ في أوائل العام المقبل، وبذلك سيكون الصومال في أراضٍ مجهولة تتجاوز ذكريات الأجيال السابقة حول الجفاف.. مشيرين إلى أن الصومال لديه الآن أسرع معدل تحضر في العالم حيث يخرج الكثير من الناس من المناطق الريفية ويتجمعون حول مصادر محتملة للمساعدة.
وقال مارتن جريفيث، منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة -في تصريح خاص لـ"أسوشيتيد برس":" إنهم يعلمون قبل أن نعلم نحن بأن أسلوب حياتهم قد انتهى"..
كذلك رصدت الوكالة تكوين مخيمات لاجئين جديدة بالقرب من بلدة دولو الجنوبية؛ حيث ينتظر النازحون وأطفالهم قدوم المساعدة الدولية لعلها تنقذ حياتهم بعد أن فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة حركة الشباب المتطرفة، والتي وصفها أشخاص آخرون ممن فروا بأنها لا تحظى بشفقة المجتمع الدولي، حيث ذبلت المحاصيل ونفقت الماشية بالملايين واستمر المتطرفون، المنتمون إلى تنظيم القاعدة، في فرض ضرائب كبيرة على السكان وطلب ما يصل إلى نصف محصولهم، حتى عندما بدأ الناس يتضورون جوعًا!.
وتابعت الوكالة: أنه نظرًا لأن حركة الشباب تجعل من المستحيل تقريبًا الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها بالمساعدات الإنسانية، فقد لعب وجودهم دورًا مميتًا بشكل خاص في حالات الجفاف وأصبح ما يقدر بنحو ربع مليون شخص قتيلا من جراء المجاعة المعلنة في الصومال في عام 2011، فضلا عن معاناة آلاف آخرين لأن حركة الشباب لم تسمح بوصول معظم المساعدات، ولكن في هذه المرة أخبر لاجئون في دولو "الأسوشييتد برس" أن المتطرفين يسمحون لبعض الأمهات والأطفال وكبار السن الذين فقدوا كل شيء بالفرار.
ورصدت الوكالة الأمريكية في تقريرها معاناة النازحين في دولو في بناء أكواخ تأويهم من المخاطر ومساعيهم للعثور على القليل من الطعام أو المياه أو حتى بناء دورات مياه أو التوجه إلى مراكز التسجيل لطلب المساعدة بسبب انتشار قطاع الطرق واللصوص.