في بعض الأوقات تجري أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذي يؤدي بنا لارتكاب أشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، وهو ما حدث مع شاب عشريني يقيم في منطقة المرج بمحافظة القاهرة، والذي لم يتخيل أن قرار انفصاله عن خطيبته سيكتب الفصل الأخير من حياته علي يد شقيقها، بعدما استدرجه نحو منزله وسقط من الطابق الثالث، في مشهد أبكى العيون وأدمى القلوب حزنًا على فقدان الضحية.
كواليس الجريمة المأساوية كما سردها «محمد .ش» صديق المجني عليه، راح ضحيتها شاب يدعي «أحمد»، في العشرينيات من عمره، كرس حياته من أجل الحصول على لقمة العيش والكسب الحلال، حيث تعلم مهنة «الحلاقة» في الصغر حتى نجح في عمل «صالون حلاقة» خاص به، وكانت أموره تسير بشكل طبيعي، حتي قرر الشاب أن يقدم علي خطوة الزواج، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل، بعدما تقدم لخطبة إحدى الفتيات في المنطقة وتمت الخطوبة في حفل بهيج حضره الأهل والأصدقاء.
وأضاف: «بعد مرور أسبوع علي حفل الخطوبة، قرر المجني عليه، إبلاغ أسرة العروسة بأنه يريد فسخ الخطبة وترك لهم المشغولات الذهبية، والهدايا ولم يطلب منهم ردها، وهو ما حدث، وأصبح كل طرف في حاله، وراح الشاب ينهمك في العمل، بحثًا عن بعض الجنيهات التي يعود بها لأسرته محملًا ببشاير الخير».
وتابع: «يوم الواقعة كان المجني عليه، يقف أمام المحل الخاص به، منتظر قدوم أحد أصدقائه كي يساعده في فتح باب المحل بعدما فقد مفاتيحه خلال مشادة كلامية مع والده، وحينها وصل إليه المتهم (عثمان) شقيق خطيبته السابقة وآخر، وأخبراه أنهما بصدد فتح محل حلاقة، ويريدان منه أن يجلس معهما حتي يدلهما على طريقة تجهيزه، فوافق دون تفكير وقبل وصوله اتصل بصديقه وأخبره أنه متوجه نحو منزل أسرة خطيبته السابقة وإذا لم يتصل عليه خلال ربع ساعة فعليه أن يقوم بالحضور لإنقاذه، إلا أن أن صديقه قام بالاتصال بوالدته وأخبرها أن أحمد في منزل هؤلاء».
وأوضح: «هرولت الأم نحو أحد الأشخاص وأخبرته أن يلحق نجلها، والذي أمسك هاتفه واتصل بالمتهم عثمان محدثاً إياه: «أحمد عندكم بيعمل إيه»، فرد عليه عثمان أن أحمد يجلس معهم ولا داعي للقلق، وقال له «خلي أمه تيجي تاخده» وما أن وصلت الأم مدخل الشارع، قام المتهمون بإلقاء الشاب من الطابق الثالث، ليسقط أرضًا غارقًا في دمائه، مستطردًا: «أحمد نازل من فوق ميت».
وأردف:«خلال دقائق وصلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، وتم ضبط أحد المتهمين، فيما لاذ أحدهما بالفرار».
وفي السياق ذاته، أكد مصدر أمني مطلع علي نتائج سير التحقيقات، أن الأجهزة الأمنية مازلت تجري تحرياتها حول الواقعة للوقوف على ملابساتها وظروفها، للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن التحريات الأولية رجحت قيام المجني عليه بالقفز من شقة خطيبته السابقة بعد مشادة كلامية بينه وبين شقيقها، فيما تمكنت رجال المباحث من ضبط أحدهما، وعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.