في مثل هذا اليوم ٢٣ سبتمبر عام ١٨٥٢م تم البدء في إنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة والإسكندرية ليقطع المواطن المسافة من القاهرة للإسكندرية في ٧ ساعات بدلاً من ٤٢ ساعة.
وبدأت فكرة إنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة والسويس في عهد محمد علي باشا على يد المهندس الاسكتلندي جالوي، إلا أن محمد علي باشا لم يتحمس للمشروع لضخامة تكلفته وعدم ضمان جدوى العائد منه ونظراً لانشغال محمد علي باشا في مشروع القناطر الخيرية.
ومر الوقت ليأتي المهندس روبرت ستيفنسون ليتبنى نفس الفكرة فضلاً عن إقامة خط آخر يصل للقاهرة بالإسكندرية، وتم البدء في تنفيذ المشروع في عهد الخديوي عباس الأول الذي تحمس للفكرة وأصدر الفرمان السلطانى الذي جاء فيه: «حيث إنه تقرر إنشاء سكك حديدية بين مصر والإسكندرية ومباشرة العمل فيها ابتداءً من هذه السنة، فقد اقتضى فتح وإنشاء ثلاثة مكاتب، أحدها بالإسكندرية، والثانى بمصر، والثالث وسط هذا الطريق، لترتيب اللوازم الخاصة بهذا الخط وتعيين مدير ذى همة وكفاءة، لتسهيل وتشغيل مطالب المهندسين الذين حضروا من إنجلترا لنفس هذا الأمر".
إلا أن القدر لم يمهله لتنفيذه حيث تم اغتياله عام ١٨٥٤م ليستكمل المشروع خلفه سعيد باشا فأصدر أوامره باستكمال الخط الأول والبدء في الخط الثاني وأتم بناء محطة القباري.
وبالفعل تم الانتهاء من المشروع عام ١٨٥٥م، مع إقامة كوبري فوق فرع دمياط عند بنها عام ١٨٥٦م، وكوبري كفر الزيات عام ١٨٥٩م، وبذلك أصبحت الرحلة بين القاهرة والإسكندرية تستغرق ٧ ساعات بدلاً من ٤٢ ساعة.