عاقبت محكمة حنايات الجيزة متهما بحرق منزل جاره، بالسجن المشدد لمدة ١٥ سنة عما نسب إليه من اتهامات.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة بشمال الجيزة، والتي بدأت بتلقي ضباط مباحث قسم إمبابة إخطارًا من أحد المستشفيات بدائرة القسم، بوصول ربة منزل تدعي «ن. ص ع. ال» مصابة بحروق من الدرجة الثالثة ووفاتها في الحال، وكذلك إصابة زوجها «م.ط .ع» ٣٥ عاما، بحروق من الدرجة المتوسطة
على الفور انتقلت قوة أمنية للمستشفى لسؤال المصاب والوقوف على ملابسات الواقعة، وبسؤاله أكد أنه يعمل نجارا، وكان متزوجا من المتوفاة ويقيمان في منطقة إمبابة منذ سنوات، وبحكم عمله كنجار قام باستئجار محل في ذات العقار الذي يسكن فيه، وبدأ في ممارسة عمله والعيش بشكل طبيعي.
وأضاف المجني أنه في ذات العقار كان يقيم المتهم «ص.ال .م» ٣٠ عاما، يعمل كهربائيا ولديه محل في نفس الشارع، في البداية علاقتهما سويًا كانت جيدة، ولكن من حين لآخر كانت تحدث بينهما خلافات جيرة وتنتهي، لكن في إحدى المرات نشبت بينهما مشاجرة بسبب اتهام الكهربائي «المتهم» جاره بسرقة مفك خاص به، الأمر الذي أغضب المجني عليه ودفعه للتشاجر مع المتهم وتدخل الأهالى لفض الاشتباك وإنهاء المشاجرة.
وأوضح المجنى عليه أنه اعتبر الموضوع انتهي مع المتهم كسابق عهدهما، لكن الأخير قرر الانتقام من جاره النجار فأحضر زجاجة مليئة بالبنزين وقام بسكبها على الأخشاب المتواجدة في المحل الخاص به، وشاهدت زوجته المتوفاة النيران مشتعلة فى المحل ولحظة قيام المتهم بارتكاب الواقعة قامت بإيقاظه من النوم وأخبرته فأسرعوا نحو المحل فى محاولة منهم للسيطرة على النيران التي امتدت للعقار نفسه، وكذلك إنقاذ المحل، لكن النيران أمسكت في ملابس الزوجة واشتعلت فيها، الأمر الذي أدى لإصابتها بحروق من الدرجات الثلاث الأولى بمعظم الوجه والرقبة والصدر والبطن والظهر والذراعين ومقدم الفخذين اليمنى واليسرى، وكذلك إصابة الزوج بحروق مـن الدرجات المتوسطة والعميقة في الوجه والرقبة والجزع الأمامي والخلفي والطرفين العلويين والسفليين، وتم نقلهما للمستشفي، ولكن توفيت الزوجة في الحال.
وأوضحت التحقيقات أن قوة أمنية تمكنت من القبض على المتهم وبمواجهته بأقوال المجني عليه أنكرها فى بداية الأمر، ولكن تحريات الأجهزة الأمنية كذبت كلام المتهم وأنه هو من ارتكب الحادث، وكذلك أقوال إحدى شهود العيان وتدعي «شادية ا. خ.خ» 61 عامًا، ربة منزل، والتي أكدت أن المتهم قبل ذلك أشهر زجاجة ممتلئة بمادة معجلة بالاشتعال «بنزين» وهدد المجني عليه باستخدامها في إضرام النيران بالمحل الخاص به خلال تشاجرهما سويًا، وكان ذلك على إثر خلافات بينهما تمثلت في اتهام المتهم للمحني عليه بسرقة «مفك» خاص به، إلا أن المواطنين تمكنوا من تهدئته، وفي فجر اليوم التالى فوجئت باشتعال النيران بمحل المجني عليه وإصابته ووفاة زوجته المجنى عليها حال محاولتهما إخماد الحريق.
كما أشارت إلى أن المتهم حضر إليها وطلب منها الوقوف إلى جانبه كونه قصد إحراق المحل الخاص بالمحنى عليه انتقامًا منه دون إحداث إصابة المجنى عليهما، ولكنها لم تنصت له، وبناء على ذلك أمرت النيابة بحبس المتهم والتجديد له في الميعاد بعد توجيه له تهمه، الشروع في قتل المجني عليه وقتل زوجته وإحراز أداة مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص «بنزين».
وفور ورود تحريات الأجهزة الأمنية التي أكدت ارتكاب المتهم الواقعة، وكذلك تقرير قسم الأدلة الجنائية، الذي أكد أن الحريق شب بمخلفات أخشاب وإطارات كاوتشوك بمدخل العقار وأن الحريق بدأ وتركزت آثاره بالمحتويات الموجودة بمدخل العقار «الأخشاب وإطارات الكاوتش»، أسفل سلم العقار، مما أدى لتهدمه وامتدت النيران لباقي طوابق العقار بدرجات متفاوتة الشدة، كما تسلمت النيابة أيضًا تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمتوفاة، والذي تبين من خلاله إصابتها بحروق نارية من الدرجات الثلاث الأولى ووفاتها، وكذلك إصابة المجني عليه بحروق في مناطق مختلفة، أمرت النيابة بإحالة الواقعة لمحكمة الجنايات.