اتفقت جميع الدراسات العلمية، الفلكية والأثرية عربيًا وأجنبيُا، على أن الفراعنة هم أول من قاموا بحساب طول السنة الشمسية عن طريق رصد ما يسمى بظاهرة الشروق الاحتراقي لنجم الشعرى اليمانية وعرفوا أن طول السنة 365,25 يوم وسمى بالتقويم المصري القديم الذي بدأ منذ 6262 عاما وينسب إلى "توت" رب الحكمة والكتابة في عقيدة المصريين القدماء الذي توصّل إلى أول حساب للأيام عرفه الإنسان.
كان المصرى القديم مرتبط بالنيل والقمر بشدة فكان يحدد أهمية الأيام وفقا لتحركاتهما وأحداثهما فإختار بداية السنة المصرية إعتبارا من شهر "توت" الذى يبدأ فيه فيضان النيل وإكتمال موسم الزراعة والذى يوافق يوم 11 سبتمبر من كل عام ميلادى.
وتنوعت مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية عند قدماء المصريين، وأطلقوا عليه «ني - يارو» وهو يوم اكتمال الفيضان، وتطور هذا الاحتفال في ما بعد إلى «عيد النيروز المصري»، الذي يحتفي فيه المسيحيون بالشهداء والقديسين.
كان المصريون القدماء يحتفلون بقدوم عام جديد يعرف بـ«وبت رنبت»، قصة هذا العيد الذي يعود لآلاف السنين، تكشفها الباحثة الأثرية الدكتورة ميرنا محمد القاضي، بمناسبة الاحتفال برأس السنة الجديدة، قائلة إن عيد «وبت رنبت» ومعناه «افتتاح السنة» هو عيد في مصر القديمة.
وكان يأتي في بداية موسم الدورة الزراعية التي تنقسم إلى ثلاثة، وارتبط ظهور الحضارة على ضفاف النيل بالزراعة، إذ كانت المُلهم الأول لكل أشكال التفاعل الإنسان قبل آلاف السنين، لعل أهمها التقويم الزراعي، وما ارتبط به من مناسبات مثل عيد رأس السنة المصرية المعروف بعيد "وبت رنبت".
ويوافق رأس السنة المصرية القديمة في أيامنا هذه يوم 11 سبتمبر في الأشهر الميلادية، وكما يعرف اليوم باسم "عيد النيروز" لدى أقباط مصر، حيث تُقام الصلوات بالكنائس الأرثوذكسية حول العالم عشية عيد النيروز، كما تُقام قداسات صباح يوم 11 سبتمبر بالكنائس، للاحتفال بعيد النيروز.