مثلنا اليوم : احنا دافنينه سوا” أحد أهم الأمثال الشعبية العربية المتوارثة منذ عصور، ويُضرب مثل: “إحنا دافنينه سوا”، في التعبير عن أن بواطن الأمور قد لا تبدو مثل ظواهرها، وأن المكر لا يجدى بين أشخاص يعرفون تفاصيل بعضهم جيدًا، إلا أن الكثيرين لا يعرفون أصل وقصّة هذا المثل.
يرجع أصل قصة مثلنا اليوم “احنا دافنينه سوا”، إلى أن اثنين كان عندهما حمـار يتكلان عليه في قضاء حاجاتهما، وتسهيل أمورهما المعيشية، وفي تحميل البضائع، ونقلها من قرية إلى أخرى، وكانا يحبانه حتى صار كأخٍ لهما، يأكلان معه وينام بجانبهما، كما أنهما أعطياه اسمًا للتحبب هو “أبو الصبر”، وفي أحد الأيام وأثناء سفرهما في الصحراء، سقط الحمـار ونفق، وحزن الأخوا ولما كان الناس يسألونهما عن المرحوم فيجيبان أنه المرحوم “أبو الصر”، إنه كان الخير والبركة ويقضي الحوائج ويرفع الأثقال ويوصل البعيد، فكان الناس يحسبون أنهما يتكلمان عن شيخ جليل، أو عبد صالح فيشاركونهما البكاء.
مع مرور الأيام صار بعض الناس يتبرعون بالمال لهما، ثم إنهما وضعا خيمة على القبر وزادت التبرعات، فقرر الإخوان بناء حجرة مكان الخيمة، والناس يزورون الموقع، ويقرؤون الفاتحة على روح العبد الصالح الشيخ الجليل أبو الصبر، وصار الموقع مزارًا يقصده الناس من مختلف الأماكن، وصار لمزار أبو الصبر كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع، فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات، طمعًا في أن يفك الولي الصالح عقدتهم ويحل مشاكلهم، واغتنى الإخوان وصارا يجمعان الأموال التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما، وفي يوم اختلف الأخوان على تقسيم المال، فغضب أحدهما وارتجف وقال: “والله لأطلبن من الشيخ الصالح أبو الصبر، وهو يشير إلى القبر، أن ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقّي فضحك أخوه، وقال: أي شيخ صالح يا أخي؟ كأنك نسيت؟ “دا احنا دافنينه سوا”