كان الشاب، الذي اقترب من منتصف العشرينات، متوترا للغاية، ينتظر سماع "الإرجا"، ولا يعرف كيف سيتصرف إذا أصبح مجندا بعدما صور عدة مشاهد في فيلم حليم للراحل أحمد زكي؟.
..عُرض الفيلم بمشاركته، ثم يأتي بعدها دور آخر في "تامر وشوقية"، لكي يعرفه الجمهور وتكون البداية الحقيقية لمحمد شاهين في التمثيل.
فالصدفة التي جعلت الطالب في أولى تجارة جامعة القاهرة يعرف طريق المسرح بينما يتعرف على أروقة المكان في أول أيام الدراسة، فلم يغادره 7 سنوات قضاها في الكلية، كانت خطوة أولى في حياة طفل كان يشاهد فيلم الجراج، فأعجبه دور كريم الحسيني، وأحب أن يكون ابنًا من أبناء نجلاء فتحي في الفيلم، قبل أن يلتحق فيما بعد بمركز الإبداع، ليكون فردا في دفعة، أخرجت لنا العديد من النجوم.
ملامح طفولية أطل بها على الجمهور رغم ما يبدو عليها من جدية، لم تتغير على مدار 20 عاما تقريبا، رغم الشعر الأبيض الذي ظهر مبكرا، فإن الطفولة ما زالت في روح وملامح محمد شاهين.
ربما هذه الروح الطفولية، جعلت شاهين حرا، بعيدا عن أسر النجومية، لا يهتم بوجود حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يهتم بالظهور الكثير في البرامج، وحين يظهر لا يتحدث بالشوكة والسكينة، يبتاع أغراضه بنفسه من السوبر ماركت، يعتمد على أخيه في إدارة أمواله.
حرا هاربا من منظومة الزواج وتقييدها، يقرأ الأعمال المعروضة عليه ويسير خلف شغفه دون أن يأخذ رأي أحد، وكأن الطفل الذي شاهد فيلم الجراج، لم يغادر شاهين حتى الآن.
والشغف ملمح أساسي في سمات محمد شاهين الشخصية، فيؤجل مشروع المطعم، لأنه لا يهمه الأمر كتجارة، ولكن حلم يريد أن يحققه لنفسه: "أنا طباخ شاطر جدا، وطالما مفيش شغل باكل في البيت، عاوز اعمل مشروع المطعم لكن لازم أكون متفرغ له".
كما أن شاهين شخص يميل إلى العزلة والجلوس في البيت، فيكون هناك حديث دائم عن أسفار بغرض الاستكشاف، لكنها لا تحدث.
يتحدث شاهين عن كل شيء يفعله بحب، دائما ما يستخدم جملة: "بحبه اوي اوي"، كما أن رؤية الجمهور له تشغله: "في ناس بتخاف مني، أو بتفكر أني شرير"، هي جملة مكررة في ظهوره الإعلامي.
وبذكر الشر، فإن شاهين قد خُطف خطفا من الكوميديا لصالح الأدوار الجادة التي تتسم بالشر، رغم مقاومته. حين بدأ الجمهور يعرفه في "تامر وشوقية" تعامل الكثير معه أنه ممثل كوميديا فقط، وربما "كراكتر" واحد وهو الصديق الغبي، لكن شاهين قدم نقلة يتمناها أي ممثل، من خلال تقديم أدوار أخرى غير الكوميديا، وفاز بالرهان، لكن أدوار الشر خطفته.
لا يعرض على شاهين أي أدوار كوميديا، حسب قوله، فيحاول هو أن يضفي كوميديا على أدوار الشر، التي يقدمها، ولعل توهج ذلك كان في دور قدري الزيات، أملا في ألا ينمط ممثل قادر على تقديم كل الأدوار بالكفاءة نفسها.