قالت صحيفة الفاينانشيال "تايمز البريطانية" إنها اطلعت على مقترح مقدم من مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى حكومات دول الاتحاد توصى فيه المفوضية بوضع سقف سعرى للكهرباء المنتجة من المصادر التى لا تعتمد على الغاز مثل محطات طاقة الرياح والمحطات النووية والمحطات التى تعمل بالفحم لا يتجاوز فى حده الاقصى 200 يورو لكل ميجاوات / ساعة معتبرة أن هذا السقف الاقصى يحقق معادلة الربح واتزان سوق الطاقة معا.
ورغم عدم صدور أية تعليقات من مسئولي مفوضية الاتحاد الأوروبي على هذا الصدد، أشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن توصية مفوضية الاتحاد الأوروبي لدولة الأعضاء تؤكد على أن وضع هذا السقف السعري للكهرباء غير المولدة بالغاز على هذا النحو / 200 يورو لكل ميجاوات – ساعة / من شأنه عدم تخويف منتجى الطاقة من ضخ استثمارات مستقبلا فى تكنولوجيا قطاعات إنتاج الطاقة غير المعتمدة على الغاز، فضلا عن كونه يضمن تقليل النتائج السوقية التى قد تكون متوقعة الحدوث نتيجة استخدام الغاز والطاقة " كسلاح وأداة حرب " فى اية صراعات من خلال وقف الإمدادات وهو ما يضمن انسياب السلع وسلاسل الإمداد تعمل بصورة طبيعية بعيدا عن أية ضغوط.
وبحسب الصحيفة البريطانية، تعد أسعار الطاقة فى ألمانيا بمثابة المقياس السعري للطاقة في المنطقة الأوروبية وقد سجل سعر الميجاوات – ساعة من الكهرباء فيها ما يزيد عن 450 يورو في التعاملات الراهنة نظرا لارتفاع أسعار التوليد بالجمة للكهرباء المنتجة من المحطات التى تعمل بالغاز الذى شحت امداداته، وفى المقابل لم تسر الأمور على نحو مماثل بالنسبة للكهرباء غير المعتمدة على الغاز فى إدارة محطات توليدها والتى تعد أرخص نسبيا، فبحسب التقارير الأوروبية فقد ارتفعت أسعار الغاز فى الأسواق الأوروبية لأكثر من عشرة أمثالها قبل عشرة أعوام ونجم عن ذلك ارتفاع جنونى فى أسعار الكهرباء المولدة من محطات تعمل بالغاز.
وتتضمن ورقة مقترحات مفوضية الاتحاد الأوروبي التي اطلعت عليها الفاينانشيال تايمز تحديد هدف استرشادي لحكومات دول الاتحاد الأعضاء بعمل خفض بنسبة 5 فى المائة من حجم الاستهلاك فى أوقات ذروة ارتفاع أسعاره، وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا المقترح صدر بموجب توصية من رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون ديرلين وتمت إضافته إلى ورقة التوصيات المقترحة التى قالت الفاينانشيال تايمز إنها اطلعت عليها أمس – الثلاثاء – ونشرت فحواها فى عددها الصادر اليوم.
وتواجه أوروبا عجزا فى الوقت الراهن فى إمدادات الغاز الروسى، وذلك بعد أن كانت روسيا هى المورد الأعظم للغاز إلى الأسواق الأوروبية وهو ما أدى إلى "اعتصار" الاقتصاد الأوروبى ومعيشة مواطنيه زاد من قسوته إعلان الكريميلين أمس الأول "الاثنين" منع مرور الغاز الروسى عبر أنبوب نورد ستريم – 1 الاستراتيجي إلى أوروبا إلى أن يتم رفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
و قالت الفاينانشيال تايمز فى تقريرها ان ورقة المقترحات الأوروبية حول تسعير الطاقة سوف تتم مناقشتها وتباحثها على المستوى الدبلوماسى فى دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين غدا الخميس وذلك استباقا لاجتماع على مستوى وزراء الطاقة لدول الاتحاد تقرر عقده يوم الجمعة القادم بمقر المفوضية فى بروكسيل.
و تجدر الإشارة إلى أن اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين المقرر انعقاده فى بروكسيل بعد غد – الجمعة – سيكون اجتماعا طارئا بعد أن تصاعدت انتقادات حادة فى عدد من العواصم الاوروبية تستهجن ما اعتبرته " بطء مفوضية الاتحاد الأوروبى فى اتخاذ مواقف حاسمة فيما يتعلق بأزمة الطاقة الراهنة " ويقول مراقبون ان ايطاليا واسبانيا قد طلبت حكومتهما من مسؤولى مفوضية الاتحاد الأوروبي العمل على فك الارتباط سوقيا بين الطاقة الكهربائية المعتمدة فى إنتاجها على توربينات الغاز وتلك التى تعتمد على المصادر الأخرى غير الغازية.