أعلنت السلطات التركية إلقاء القبض على فاروق فاتح أوزر (27 عامًا) بعد أشهر من الملاحقة، والمتهم بارتكابه واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ بلاده.
وجاء الاعتقال بموجب مذكرة توقيف حمراء أصدرتها الشرطة الدولية (الإنتربول) بحق التركي أوزر مؤسسة منصة "ثوديكس" لتداول العملات الرقمية المشفرة.
وجاءت هذه الخطوة بطلب من أنقرة بعد أن اتهمت فاروق بقيامه بـ"عملية احتيال تقدر خسائرها بنحو ملياري دولار".
وأكدت وزارة الداخلية التركية أنّ وزير الداخلية الألباني بليدار تشوتشي أبلغ نظيره التركي سليمان صويلو بإلقاء القبض على المطلوب فاتح أوزر صباح الثلاثاء، قرب منطقة فلورا.
وأوضحت في بيان، أن رئاسة دائرة الإنتربول لدى المديرية العامة للأمن التركي، تواصل الإجراءات اللازمة من أجل إعادة أوزر" إلى تركيا.
من جانبها، أعلنت الشرطة الألبانية إلقاء القبض على أوزر في مدينة هيمارا جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن أوزر مطلوب دولي بتهمة "تأسيس منظمة إجرامية" و"الاحتيال". وبينت أنّه كان على صلة مع عدة مطلوبين دوليين في ألبانيا.
وتعود القصة إلى يوم 20 أبريل الماضي حين أغلقت منصة "ثوديكس" (Thodex) موقعها عبر الإنترنت، وهي منصّة لتداول العملات الرقمية تأسست عام 2017 تعمل في تركيا بموجب ترخيص "FinCen MSB" في أميركا.
وكانت المنصّة التي اتخذت من إسطنبول مقرًا لها، تبيع عملة "دوغ كوين" الرقمية مقابل ربع قيمتها السوقية، وقد نشرت آنذاك بيانًا قالت فيه: إن "الإغلاق مؤقت"، وإنها "تجري إجراءات تخص شراكة جديدة".
لكنّ الأمر أثار ذعر عشرات آلاف المستثمرين في تركيا، ولا سيما أنّ فاروق فاتح أوزر أغلق حساباته على مواقع التواصل، وشاع أمر هروبه واختلاس نحو ملياري دولار من العملات الرقمية تعود إلى نحو 391 ألف مستثمر، لم يعودوا قادرين على الوصول إلى حساباتهم على المنصّة.
كما أفادت تقارير صحافية نقلتها وسائل إعلام محلية أن أحد المتضررين انتحر في 23 أبريل لأنه كان قد باع منزله واستثمر كل أمواله في العملات الرقمية عبر منصة "ثوديكس".
إلا أنّ الرجل "الهارب" أنكر الاتهامات الموجهة إليه، وقال: إنه "في اجتماع عمل"، وإنه "سيعود إلى بلاده خلال الأيام المقبلة للتعاون مع السلطات التركية"، وهو ما لم يحدث.